ArchiNet آركي نت

View Original

المؤثرات النفسية للمباني

يراود المعماريين والمصممين الداخلي مجموعة من الأسئلة غالبًا ما تتضمنها هذه التساؤلات

ما هي المشاعر والعواطف والحالات الذهنية التي ينبغي اثارتها لدى شاغلي المبنى

ما هو مدى تأثير هذه البيئات المبنية على حياتنا وشخصيتنا

وكيف تؤثر العمارة على تفكيرنا، وقدراتنا المعرفية، ورفاهيتنا العقلية والجسدية


من أجل الشعور بالراحة في المسكن و البيئة المحيطة، لا يتطلب الأمر فقط مناخًا داخليًا لطيفًا.  بالطبع يلعب الضوء، النباتات، مواد وطرق البناء، درجة الحرارة وظروف الهواء دورًا في الرفاهية والصحة.  لكن تؤثر الحواس على تفكيرنا ومشاعرنا وأفعالنا وبالتالي على أجسامنا بأكملها، فإذا تم تحفيزها بشكل إيجابي،  سيكون لذلك تأثير منشط أو مهدئ.  ونتيجة لذلك، يمكن للمساحات أن تؤثر على تفكيرنا وأنماط عملنا، وبالتالي تعزز الدافع واستعدادنا للعمل، وتقوي أدائنا أو تركيزنا.  أما إذا شعرنا بعدم الارتياح في المكان، فقد يؤدي ذلك إلى الضيق أو فرط الحساسية أو الخمول أو حتى القلق.  تختلف أنماط السلوك للأفراد باختلاف المبانِ. فمع التصميم المناسب، يمكن تسطير الأنماط الصحية الملائمة لهم، وفقًا لتأثير الهندسة المعمارية المختلف على الإدراك والشخصيات والبصمات الثقافية التي تلعب دورًا في ذلك.  فإذا تم إنشاء المساحات بطريقة تتعارض مع أنماطنا فمن المحتمل أن تعيق حركتنا وأفعالنا وتسبب الغضب أو الإحباط.  على العكس، فإن دعم نظم الحياة اليومية تجعلنا نشعر بالراحة.  للعمارة السيئة التصميم، الى جانب عوامل أخرى، دور في تعزيز التوتر و الإرهاق، وتحفيز الأعراض النفسية الجسدية، بل وتعزز الانزعاج الجسدي.  ربما لا تظهر هذه التأثيرات على الفور، ولكنها تظهر غالبًا بعد فترة.  على النقيض فإنَّ المساحات المدروسة بإمكانها أن تدعم عمليات الشفاء وتعزز الرفاهية في الحواس والجهاز العصبي.  تلعب أنواع الأنماط المستخدمة في التصميم  دورًا مهمًا في إدراكنا حيث تتجاوز أهمية النمط القدرة على التعرف على شيء حرفي مثل المأوى أو المنزل. لكنها مهمة بسبب تأثيرها الجمالي على العمارة.  تتمحور عناصر التصميم حول الاتزان، الايقاع، التركيز الوحدة، الحركة والتناسب.  إن الإيقاع هو ما يجعل العين تتدفق من نقطة محورية إلى أخرى. فهو لا يعمل فقط على جذب انتباه المرء، ولكنه يساهم في تشكيل جمال الشيء.  هناك أربع فئات للإيقاع في العالم المعماري: بشقيه المنتظم والمتباعد و يتضمن هذه الأشكال

    التناوب، وتكرار زوج متباين

التقدم، إما زيادة أو تقليل حجم العنصر في النموذج

    التكرار، تكرار عنصر واحد باستمرار

   الانتقال، وهو استخدام خط تستطيع العين متابعته باستمرار من نقطة إلى أخرى

نجد أن المباني التي تتضمن أنماطًا أو إيقاعًا جماليًا معينًا تكون أكثر جمالًا لأن أدمغتنا مشروطة بالتطور لربط هذه الأنماط مع السلامة والأمن والرفاهية والبقاء.  ينتج عن هذا الإدراك إفراز السيروتونين الذي يرتبط بالشعور بالثقة بالنفس و الانتماء، و الأوكسيتوسين و هو هرمون التواصل و العلاقات الاجتماعية، والدوبامين المساعد على التحفيز والنجاح، و التي تؤدي جميعها إلى الشعور بالسعادة.  وهذا بدوره يعمل على استعادة أجسامنا ونظام المناعة، وهو أمر مفيد لصحتنا العقلية والجسدية.  إن قدرة الهندسة المعمارية المؤثرة على عواطفنا تكون أكثر تعقيدًا من الهندسة المعمارية التي تحاكي الطبيعة ببساطة.  من أجل إنشاء مساحات إيجابية، من المنطقي دراسة معايير المشروع قبل عملية التخطيط.  بحيث يدعم العناصر التالية: احترام الذات، الاستقلالية، الحالة الطبيعية، التحكم، والتحفيز.  و من الضروري أيضًا خلال مرحلة التخطيط، أن نراعي إمكانية تحسين المشروع باستمرار للحصول على مبنى أكثر استدامة بحيث يمكن حل أوجه القصور بشكل وقائي و تنفيذ منع الضرر له، و ذلك من خلال التقاء خبراء المصالح المختلفة مثل خبراء الصحة والهندسة العامة وخبراء البيئة والمهندسين المعماريين و مهندسي التصميم الداخلي ومخططي المدن وعلماء النفس والأطباء وغيرهم من أجل جمع المعرفة لمباني تراعي الصحة النفسية والطاقة الايجابية لمرتاديها

 

حرر في 01/07/2021

م. نهارين العريض

مهندسة معمارية من البحرين