ArchiNet آركي نت

View Original

كيف يمكن لطلبة تصميم الفضاء إعادة استخدام المباني التراثية

كيف يمكن لطلبة تصميم الفضاء إعادة استخدام المباني التراثية

اعداد إيمان اليوسفي

دكتورة في علوم الترا ث -ماجستير في علوم وتقنيات الفنون

ومساعد تعليم عالي بالمعهد العالي للفنون والحرف بسليانة- الجمهورية التونسية

yousfimen@yahoofr


تلخيص

يلجا طلبة تصميم الفضاء عادة الى الاعتماد على بعض المباني التراثية لإعادة توظيفها في إطار مشاريعهم لختم الدروس عبر إعطائها وظيفة جديدة ولكن غالبا ما يحصل بعض اللبس في معرفة الكيفية التي من خلالها يمكن له اعادة استخدامها دون أن تؤثر التعديلات المضافة على المباني من الناحية الإنشائية أو التصميمية أو تتسبب في حدوث أضرار لها وهو ما يستوجب اتباع طريق مدروسة وليست عشوائية تراعى فيها الجوانب التصميمية ٌ للحيز الداخلي والخصائص الهيكلية للمبنى

وفي هذا الإطار تندرج هذه الورقة البحثية وهدفها التعرف على حدود التصرف كمصمم فضاء في هذه النوعية من المباني والتعرف على المعايير التصميمية لإعادة توظيفها

 

المقدمة

تعد الإجراءات المتخذة للحفاظ على بعض المباني التراثية ضرورة ملحة نظرا لقيمتها التاريخية والحضارية غير أن الترميم وحده يعتبر غير كاف لضمان استمراريتها ولذلك تعد عملية استثمارها بطرق جديدة فرصة لإعادة دمجها ضمن الدورة الاقتصادية والثقافية للمجتمع حتى تلاءم حاجات الانسان المتجددة وتنسجم مع متطلبات الحٌياة العصرٌية ولان عملية الحفاظ على هذه المباني عملية متكاملة العناصر يجب أن تخضع عمليات التجديد الى أسس علمية ومدروسة وغير عبثية حتى تقطع مع بعض الممارسات التي تسلط عليها عن جهل وبدون دراية مما يأدي بها في النهاية الى الاتلاف

وتعتبر الطريقة المثلة عبر الإحاطة بجميع جوانب المشروع التجديدي لهذه المباني لإنتاج فضاءات داخلٌية تربطها بالماضي والحاضر والمستقبل معا، دون أن تطمس هويتها وانتماءها، فمن غير المنطقي التوظيف العشوائي لها بما لا يتناسب مثلا مع موقعها أو مساحتها أو طابعها المعماري والفيزيولوجي

فما هي الكيفية التي من خلالها يمكن لمصمم الفضاء استغلال هذه المباني دون الاضرار بقيمتها التاريخية أو المساس بعناصرها الهيكلية

 

الكلمات المفاتيح

إعادة استخدام – إعادة استخدام تكيفية - إعادة توظيف المباني التراثية –المعايير التصميمية

 

الأخطاء الشائعة التي يقوم بها طالب تصميم الفضاء أثناء إعادة استخدام المباني التراثية

 

هناك بعض الأخطاء التي يقوم بها بعض الطلبة عن قصد أو عن غير قصد عند محاولتهم إعادة استخدام المباني التراثية في إطار مشاريعهم لختم الدروس ومنها نذكر

- تغيير النمط المعماري عبر التدخل بالحذف أو تعديل بعض الأجزاء حيث يعمل بعض الطلبة على التخلي على بعض أجزاء المبنى وانشاء تعديلات وإضافات سواء على المستوى الأفقي أو الرأسي أو كليهما معا كما يقوم بتكسير الحوائط وخلافها دون الأخذ بعين الاعتبار خصائصه الهيكلية

- إضافة المستحدثات التكنولوجية مثل وحدات التكييف أو ما شابه من إعلانات ضوئية وخلافه مع عدم مراعاة جمالية المبنى وتشويهها

- اجراء أعمال صيانة اعتباطية مثل إعادة انشاء الواجهات وذلك بأساليب غير مدروسة ومعتمدة فنيا، مما يأدي في النهاية الى تشويه وطمس الأثر وطابعه المعماري المميز

- عدم إتباع الاشتراطات الدولية العلمية عند صيانة وترميم الأثر، مما ينتج عن ذلك تلف الأثر أو أجزاء منه

ينتج عن هذه الممارسات، تشويه لهذه المباني من الناحية البصرية والأضرار بنواحيها المعمارية وإضعافها من الناحية الإنشائية إضافة الى العديد من الأضرار والتشويهات الأخرى كخلق مداخل أو نوافذ جديدة، او إضافة أرضيات جديد، او تمديدات ميكانيكية كاملة، او إزالة مبنى كامل دخيل أو أجزاء منه تقع ضمن محيط المبنى القديم وتشويه المنظر العام له

 

أنواع المباني التراثية

قبل الخوض في مسالة المعايير التصميمية المتبعة عند إعادة استخدام بعض المباني التراثية كان من المهم اخذ فكرة سريعة عن أهم أنواعها ومفرداتها، والتي يمكن تلخيصها كالتالي

1 -مباني أثرية

2- مباني بناها بعض المعماريين المشهورين وأصبحت جزء من التراث المعماري

3- مباني تمثل حقب أو مراحل ذات قيمة وتعتبر تسجيلا لها

4- المباني التي تعكس العمارة المحلية التقليدية لمنطقة ما وتمثل طابعها الخاص

5- المباني التي تحمل قيمة رمزية لارتباطها بتاريخ الشعوب

 

كما يمكن أن تخضع عملية تقسيم المباني التراثية من حيث النوع الى اعتبارات أخرى من بينها أنها تصنف حسب حالتها (هل هي جيدة أم متدهورة نسبيا، أو تالفة) وتهدف هذه التصنيفات الى تحديد من لها الأولوية في الترميم والحفاظ المعماري، اذ هناك مباني مسموح فيها بالترميم فقط مع عدم إجراء أي تغييرات في التصميم، بينما هناك بعض المباني الأخرى التي يمكن خلالها اتخاذ إجراءات مختلفة

وعلى هذا الأساس يمكن أن نقسم المباني التراثية الى ثلاثة أنواع

 

1.     تصنيف أول نجد فيها المباني المسموح فيها بالترميم فقط وذلك نتيجة لأهميتها، وعدم إجراء أي تغييرات في التصميم الداخلي أو الواجهات الخارجية إلا في حدود المسموح

وهي المباني المهمة والمرتبطة بقيمة جماعية إنسانية على مستوى عالمي أو إقليمي أو طائفي ديني ويكون الحفاظ عليها فقط بإرجاعها إلى حالتها الأصلية ومنها نجد النصب التذكارية ((Monuments

2.     تصنيف ثاني مسموح فيه بعمل بعض التعديلات الداخلية في التصميم الداخلي نظرا لإمكانية إعادة التوظيف لما في ذلك من اهمية لاستمرارية استخدام المبنى التاريخي وعدم تحنيطه

 

3.      تصنيف ثالث يسمح خلاله بإعادة البناء عبر عمل تغييرات جذرية في الداخل قد تصل إلى الهدم الكامل للمبنى مع الاحتفاظ بالواجهات الخارجية أو أحدها وهذا الاجراء يطبق عادة على المباني المهترئة وكثيرة التلف

 

أساليب الحفاظ على المبنى التراثي

عند تناول مسألة المباني التراثية يقع عادة اتباع بعض الأساليب للحفاظ عليها، ولتحديد هذه الأساليب والاجراءات يتم الاعتماد في مجال الحفاظ وصيانة الآثار إما على المواثيق الدولية كالتي وضعتها اليونسكو UNESCO أو الاستناد على إصدارات بعض المراكز كالمجلس الدولي للمعالم والآثار ICOMOS والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية ICCROM حيث ضبطت مختلف التعاريف المعتمدة في مجال الاثار وأساليب الحفاظ على الممتلكات الثقافية العالمية، ومنها نذكر [1]

 

·        الترميم Restauration

هو أسلوب يعتمد مع المباني التي أصابها التصدع أو التشقق أو الـتعرية أو التآكل، أي المباني التي ألحق بها ضرر مادي في حالتها الإنشائية، ويعد الترميم في مثل هذه الحالات، بمثابة مطلب ضروري لفرض الصيانة اللازمة عن طريق الترميم دون المساس بالجوهر والقيمة التاريخية والفنية لهذه الأبنية

 

·        الصيانة Conservation تعني المحافظة على المباني التراثية من خلال دراسة عوامل التلف التي لحقت بها والتي قد تصيبها أو تؤثر عليها وتهدف هاته العملية على دوام الأثر بشرط احترام أصالته وخصوصياته أي عدم المساس بالمادة الأصلية التي بني أو أنجز به، كما تعرف على انها كل العمليات التي تتخذ من أجل المحافظة على المبنى من الفناء والتدهور وذلك بالاستخدام الدوري للوسائل والأساليب المناسبة مثل إصلاح التشققات ودهان الخشب والمعادن وعزل الحوائط  الخ

 

·        الإصلاح هو استبدال جزء أو أجزاء من المبنى نتيجة لاحتمال انهياره وهنا لا بد من استخدام مواد مماثلة أو مشابهة قدر الإمكان لمواد الإنشاء الأصلية للمبنى

 

·        إعادة البناء وهي إعادة بناء الأجزاء التالفة والمتآكلة بهدف إتمامها والتي لا يمكن أن تقتصر على عملية الترميم لإعادتها إلى حالتها الطبيعية وتعتمد هذه الخطوة على إثر تعرض المبنى لظروف معينة أدت إلى تدميره؛ وذلك بهدف نسخ مظهره الذي كان يتميز به في فترة تاريخية معينة وفي نفس موقعه القديم

 

·        التأهيل أو التجديد هي العملية التي تتناولها هذه الورقة البحثية، والتي يتم خلالها اختيار الاستخدام المناسب للمبنى وذلك عير إصلاحه وإجراء تغييرات وإضافات له، هذا مع الحفاظ على الأجزاء والملامح الرئيسية التي تعبر عن قيمته التاريخية والثقافية والمعمارية والهدف من التأهيل هو إعادة استخدام المبنى سواء بوظيفته السابقة أو بأي وظيفة جديدة تتناسب معه ولا تحط من قيمته السابقة الذكر

 

مبادئ صيانة التراث المعماري في المواثيق الدولية

خلال هذا العنصر سندرج أهم المواثيق الدولية في حقل ترميم وصيانة الآثار (ونذكر أهمها على الاطلاق الميثاق الدولي لترميم وصيانة المواقع والنصب التاريخية (ميثاق البندقية) لسنة 1964Charter 302Venice ويعتبر هذا الأخيرالأساس الذي انبثقت منه المواثيق اللاحقة)، وسنشير على التوالي الى بعض المواد الواردة ضمنها والمتعلقة بإعادة استخدام المباني التراثية

 

·        الميثاق الدولي لترميم وصيانة المواقع والنصب التاريخية (ميثاق البندقية) لسنة 1964 Charter 302Venice[2]

المادة 5 أن توظيف المبنى التاريخي، بما يفيد المجتمع، يساعد بشكل كبير في عملية الحفاظ عليه، ولكن دون أن يؤدي هذا الاستخدام إلى إحداث تغيير في تخطيط المبنى أو زخارفه

 

ARTICLE 5 The conservation of monuments is always facilitated by making use of them for some socially useful purpose Such use is therefore desirable but it must not change the lay-out or decoration of the building It is within these limits only that modifications demanded by a change of function should be envisaged and may be permitted

 

المادة 6 ضرورة المحافظة على النسيج/المحيط القديم، بحيث لا يسمح بالبناء، الهدم، أو التغيير فيه، والذي بالإمكان عند حدوثه أن يغير من العلاقة بين الكتلة واللون فيه

ARTICLE 6 The conservation of a monument implies preserving a setting which is not out of scale Wherever the traditional setting exists, it must be kept No new construction, demolition or modification which would alter the relations of mass and color must be allowed

 

المادة 11 يجب احترام جميع المساهمات الصحيحة التي ترجع إلى جميع الفترات التاريخية لبناء الأثر، حيث أن وحدة الطراز ليس هو الهدف من الترميم وعندما يضم المبنى أعمال متداخلة ترجع لفترات مختلفة فان الكشف عن الحالة السابقة لا يسمح به إلا ضمن ظروف استثنائية وعندما يكون ما سوف يتم إزالته ذو أهمية أقل من الجزء الذي سيتم استظهاره من حيث قيمته التاريخية أو الأثرية أو الجمالية، وأن حالته من الحفظ جيدة بما فيه الكفاية لتبرير هذا الفعل وأن عملية تقييم أهمية العناصر التي سيتم تحطيمها واتخاذ القرار فيها لا يمكن اسنادها فقط إلى الشخص المكلف بالعمل

 

ARTICLE 11 The valid contributions of all periods to the building of a monument must be respected, since unity of style is not the aim of a restoration When a building includes the superimposed work of different periods, the revealing of the underlying state can only be justified in exceptional circumstances and when what is removed is of little interest and the material which is brought to light is of great historical, archaeological or aesthetic value, and its state of preservation good enough to justify the action Evaluation of the importance of the elements involved and the decision as to what may be destroyed cannot rest solely on the individual in charge of the work

 

- المادة 12  إن استكمال الأجزاء المفقودة يجب أن يدمج بانسجام مع الكل، وفي نفس الوقت يجب تمييزها عن الأجزاء الأصلية؛ حتى لا يتم تزييف الأدلة التاريخية والفنية

 

 ARTICLE 12 Replacements of missing parts must integrate harmoniously with the whole, but at the same time must be distinguishable from the original so that restoration does not falsify the artistic or historic evidence

 

- المادة 13  لا يسمح بإجراء إضافات إلا إذا كانت ال تحط أو تنتقص من الأجزاء الأخرى المهمة في المبنى، أو على تكوينه التقليدي، أو على توازن مكوناته، أو على علاقته ببيئته المحيطة

ARTICLE 13 Additions cannot be allowed except in so far as they do not detract from the interesting parts of the building, its traditional setting, the balance of its composition and its relation with its surroundings

 

·        ميثاق بورا 1979 [3] (Burra Charter) Australia ICOMOS  

 

مبادئ الحفاظ Principles Conservation  

المادة رقم3 المحاذير

-         عملية الحفاظ تقوم أساسا على احترام ما تبقى من نسيج قديم، بالإضافة إلى استخدامات ومعاني للموقع، وهذا يتطلب أخذ الحيطة والحذر بالتقليل من إجراء اي تغيير قدر الإمكان، حيث أن بقايا الإضافات والتغييرات السابقة لمكونات ونسيج الموقع هي عبارة عن شواهد لتاريخه وأهميته؛ لذلك فان عملية الحفاظ يجب أن تساعد على فهم أهمية الموقع وليس طمسه

-         -يجب أن لا تشوه أعمال التغيير في الموقع على تكوينه أو أي شواهد يوفرها، ويجب أن لا تكون أعمال التغيير هذه قائمة على الحدس

 

المادة رقم 4 المواد والأساليب

-         يفضل استخدام المواد والأساليب التقليدية عند إجراء أعمال الحفاظ والصيانة، ويمكن استخدام بعض المواد والأساليب الحديثة المناسبة كبدائل ممكن أن تفيد في عملية الترميم، وفي هذه الحالة يجب استخدام المواد والأساليب الحديثة التي ثبتت صالحيتها بالأدلة العلمية والتجربة العملية

 

المادة 15 التغيير

-         قد يكون التغيير ضروريا للحفاظ على القيمة الثقافية للموقع، ولكنه غير مرغوبا عندما يقلل من تلك القيمة، وينبغي أن تكون كمية التغيير للموقع بناء على قيمته الثقافية وطريقة تفسيره المناسبة وعندما يتم اتخاذ القرار بالتغيير يجب دراسة العديد من الخيارات للوصول إلى الخيار الذي يقلل من نسبة التأثير على القيمة الثقافية له

-         -إن التغيير الذي يؤثر على القيمة الثقافية للموقع ينبغي أن يكون قابل للاسترجاع عندما تسمح الظروف بذلك، وأما التغييرات غير القابلة للاسترجاع فيجب أن تستخدم فقط كخيار أخير ويجب أن ال يمنع أعمال الصيانة المستقبلية

-         إن هدم نسيج مهم من الموقع يعتبر بشكل عام غير مقبول، وفي بعض الحالات قد يسمح به كجزء من عملية الصيانة وينبغي إعادة الجزء المهم المزال إلى مكانه عندما تسمح الظروف بذلك

 

مادة رقم 20 إعادة البناء  Reconstruction

 

-         يمكن إجراء عملية إعادة البناء عندما يكون الموقع غير مكتمل نتيجة تعرضه للتلف أو التغيير، وفقط عندما تكون هناك دلائل كافية لإعادة الشكل الأصلي له وفي بعض الحالات النادرة يمكن إجراء إعادة البناء عندما يكون كجزء من الاستخدام الذي يحفظ القيمة الثقافية للموقع

-         ينبغي أن تكون الأجزاء المعاد بنائها بالإمكان التعرف عليها بالفحص أو وسائل الإيضاح الأخرى

 

مادة رقم 21 التأهيل Adaptation

-         التأهيل يكون مقبولا فقط عندما يكون له أقل تأثير على قيمة الموقع الثقافية وعملية التأهيل قد تضم إضافة خدمات جديدة أو استخدام جديد أو تغيير في حماية الموقع

-         ينبغي أن تضم عملية التأهيل أقل تغيير على النسيج المهم للموقع

 

مادة 22 الإضافات الجديدة

-         أي إضافات جديد يجب ألا تؤثر على الموقع أو تطمس القيمة الثقافية له أو تؤثر على فهمه وتحط من قدره وقد يُتعاطف مع الإضافات الجديدة إذا كان كل من محيطها، كتلتها، شكلها، مقاسها، سماتها، لونها وموادها مشابهة للنسيج الأصلي ولكن ينبغي تجنب تقليدها

-         يجب أن تكون الإضافات الجديدة سهلة التمييز

 

أهم شروط ومعايير اعادة استخدام المباني التراثية

نسجل على المستوى العالمي، انجاز العديد من التجارب الناجحة التي تندرج ضمن مشاريع إعادة استخدام وتوظيف المباني التراثية والتاريخية التكيفية (كتحويل مجموعة مباني سكنية لنزل أو مباني خدماتية أو إدارية حكومية او مطاعم أو غيرها) وتعني كلمة تكيفية، مجموع الأساليب التي تعنى بتوظيف واعادة استغلال الفضاء التراثي بطرق جديدة تختلف عن وظيفته الأصلية وذلك بغرض اعطاءه وظيفة معاصرة تضمن له الاستمرارية في أداءه لأطول فترة ممكنة

 

وللوصول الى هذا الهدف يوجد مجموعة من الضوابط والمبادئ الأساسية الدقيقة التي تساهم في حسن اختيار الاستخدام الأفضل لمثل هكذا مباني دون الاضرار بقيمتها المعمارية والتراثية

وتشمل هذه الضوابط العديد من النقاط

-         عدم المساس بسمات المبنى المعمارية وخصائصه الهيكلية

-         احترام مواد وطرق انشاءه وموقعه

-         احترام الخصائص المناخية والبيئية للمكان الذي ينتمي اليه

-         معاينة مدى تأثير التحويرات على المبنى ودراسة إمكانيات الإضرار بمختلف عناصر بناءه

-         كما ترتبط عملية اختيار المواد الأنسب لإعادة الاستخدام، بعمر المبنى الافتراضي وبالوظيفة المعتمدة مقارنة مع قدرة استيعابه من حيث نسبة عدد المستخدمين،

-         دراسة مدى حاجة المبنى للوظائف الجديدة المضافة ومدى تأثيرها عليه من حيث القيمة التراثية والتاريخية

-         دراسة أهمية الاستخدام الجديد في خلق فرص هامة للمجتمع خاصة من حيث سوق الشغل والعائدات المالية الناتجة عنه

-         التقيد بكراس الشروط والقوانين المسننة في الغرض، (ويتضمن احترام مواعيد التنفيذ والتسليم ومصادر التمويل للعائدات المالية المعتمدة والكلفة اللازمة لتنفيذ الاضافات الجديدة، إضافة الى كلف صيانة المبنى اثناء الوظيفة الجديدة )

 

أهم أساليب إعادة استعمال المباني التراثية

 

ترتبط إعادة استعمال المباني التراثية عادة، بتدهور حالتها لأسباب معينة، حيث تصبح مع مرور الوقت غير ملاءمة لمحيطها، وهو ما يستوجب عمل بعض التعديلات عليها لإعطائها القدر ة على مواكبة العصر دون المساس بقيمتها الأصلية

ويستوجب هذا الاجراء المعماري وضع جملة من الضوابط لإعادة المبنى بصورته الجديدة لأداء نفس الوظيفة السابقة أو اداء وظيفة مغايرة ومناسبة له ويعتمد خلال ذلك على أساليب مختلفة تتراوح بين إصلاحه أو تطويره بما يتناسب وأجزاءه الرئيسية وعناصره المميزة له والمكتسبة منذ إنشائه

ولإدراك ذلك وجب اختيار الوظيفة الجديدة واستغلال المبنى وفق خصائصه الفيزيولوجية والهيكلية وعليه يمكن ضبط بعض الأساليب حسب اختلاف وضعية المبنى

 

-         في بعض الأحيان تستوجب بعض المباني عملية استكمال أحد أجزاءها أو ملامحها المعمارية المهمة والتي فقدت مع الوقت، بحيث يمكن تصميمها واضافتها من جديد؛ في حال وجدت الدلائل المتوفرة والوثائق الضرورية اللازمة لإعادة بناء هذا الجزء المفقود

 

-         في بعض الحالات الأخرى يقع استكمال أحد الأجزاء عبر اعتماد تصميم جديد يتناسب مع السمات المعمارية التاريخية المتبقية في المبنى ولكن ينبغي لهذا التصميم أن يتوافق وينسجم مع حجم ومقياس ومواد المبنى القديم، والأهم من ذلك كله أن يكون مختلفا بشكل واضح عن القديم

 

-         أما عند إجراء بعض التغييرات الداخلية أو الخارجية على المبنى، فمن المهم جدا ألا يؤدي ذلك إلى تغيير أو طمس أو تدمير أجزاء وملامح وفراغات مهمة ضمنه أما إذا كانت الأعمال المرتبطة بإنشاء إضافات خارجة جديدة على المبنى فانه من الضروري تجنب هذه الإضافات قدر الإمكان اما في حالة وجوب تنفيذها (تلبية لعدم كفاية احتياجات الوظيفة الجديدة) فيجب التأكد من عدم وجود حلول أخرى عبر تقييم جميع الخيارات الداخلية المتاحة وعدم كفايتها وينبغي في الإضافات الجديدة أن يكون تصميمها مختلفا ويمكن تمييزه بشكل واضح عن الجزء القديم، ولا يؤثر بشكل كبير على الملامح المميزة في المبنى

 

أمثلة عن إعادة استخدام المباني التراثية

خلال هذا العنصر سأحاول الاقتصار على دراسة مثال واحد اعتمد خلاله إعادة استخدام تكيفي، وهو مثال يعتبر من بين أحسن الأمثلة في العالم التي تم خلالها تحويل مبنى من وظيفة الى وظيفة أخرى جديدة لها بعد اجتماعي وثقافي هام، وهو

 

متحف «تيت مودرن» Tate Modern للفن بلندن[4]

 

·        كلفة المشروع 260 مليون جنيه إسترليني

·        الموقع يقع The Tate Modern في مكان قريب من موقع أول محطة طاقة ببانك سايد تعمل بالنفط موجودة في المملكة المتحدة على الضفة الجنوبية من نهر التايمز في لندن بالقرب من كاتدرائية «سان بول» ويقع Tate Modern II، وهو امتداد له، خلفه مباشرة ضمن موقع حافل بتاريخه المعقد والمتميز بأنشطته الصناعية المختلفة (بما في ذلك الأسبستوس والغاز والهندسة والمواد الكيميائية والطباعة)

أثار اضافة فرع معاصر لمعرض تيت في هذه المحطة بعض التشكيك ما الذي سيفعله متحف في هذا الحي المهجور، على الرغم من قربه من وسط المدينة؟ أدى نجاح Tate Modern الأول إلى إنشاء مبانٍ سكنية راقية جديدة، مما جعل المؤسسة تفكر في التوسع لزيادة مساحة العرض الخاصة بها عبر إضافة مبنى عمودي

 

تضم هذه المنطقة أيضًا الكثير من المعالم الأخرى وكانت أحدث إضافة لهذه المنطقة هي جسر ملينيوم، وهو جسر للمشاة صممه Arup وفوستر وكارو وبلغت تكلفته 14 مليون جنيه إسترليني يعمل الجسر حلقة وصل بين «تيت مودرن» وكاتدرائية سانت بول كما يقع في نفس المنطقة مسرح شكسبير «غلوب»، الذي تمت إعادة بنائه


صورة رقم 1 محطة بانكسايد لتوليد الطاقة وقع استغلالها

بين 1891 و1981 وبقيت فيما بعد غير اهلة

صورة رقم 2 جسر ملينيوم الذي صممه اللورد فوستر، يعمل

الجسر حلقة وصل بين «تيت مودرن» وكاتدرائية سانت بول

 

·        الوظيفة القديمة أول محطة طاقة تعمل بالنفط موجودة في المملكة المتحدة على الضفة الجنوبية من نهر التايمز في لندن وهي محطة بانكسايد لتوليد الطاقة والتي استغلت بين 1891 و1981 من تصميم المهندس السير، جيلز جيلبرت سكوت Sir Giles Gilbert Scott

·        الوظيفة الجديد متحف «تيت مودرن» للفن الحديث والمعاصر - يعرض أعمالاً فنية من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب أميركا وآسيا يضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية الدولية الحديثة والمعاصرة، وأعمال أخري يعود تاريخها إلى عام 1900 يشتمل المبنى أيضا، على مقاهٍ ومحلات تجارية

 وأماكن للجلوس، ومطعم ومسرح

صورة رقم 3 الرسوم الأولية للمحطة

 

المساحة الاجمالية 34010 م² تنقسم الى متحف / معرض30 695م²

مسرح2370 م²

مطعم / بار945 م²

·        التصميم صمم المبنى الجديد الذي أطلق عليه «سويتش هاوس»، من طرف، المهندسان هيرتسوغ ودي مورون، وهما المهندسان اللذان أشرفا سنة 2000 على إعادة تصميم محطة طاقة «بانك سايد» يشمل التصميم الجديد على 10 طوابق تحتوي على غرف لعرض أعمال فنية مختلفة من جميع أنحاء العالم المبنى عبارة عن هرم من الطوب صممته نفس الوكالة ليصبح من أكبر المتاحف الفنية في العالم

ويضم التصميم الجديد مزيجًا مذهلاً يجمع بين نمط الفضاءات الصناعية الخام والهندسة المعمارية للقرن الحادي والعشرين حيث قام بتصميم المبنى من قبل السير جيلز جيلبرت سكوت، مهندس محطة كهرباء باترسي، ومر بناءه بمرحلتين امتدت بين عامي 1947 و1963

تم افتتاح محطة بانكسايد للطاقة في عام 1952، وتم إيقاف تشغيلها في عام 1981 وفي أكتوبر 2000، انتقلت Tate Modern إلى المصنع الذي أعيد تأهيله، والذي تم توصيله منذ شهر جوان من نفس العام بالضفة اليمنى للندن بواسطة جسر Millenium

يرتفع المبنى 645 مترًا فوق سطح الأرض، ويتوافق هذا الارتفاع مع المدخنة الشهيرة المحاذية له والتي تميزت بها محطة توليد الكهرباء في جيلبرت سكوت

إذا كانت ردهة تربينTurbine Hall هي الشعار المميز للمرحلة الأولى من متحفTate Modern، فإن خزانات النفط الضخمة في قاعدة المبنى أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمبنى الجديد، حيث احتفظت هذه الفضاءات الصناعية القديمة بأسلوبها الصلب لتصبح مكانًا مميزا للمشاهد والعرض

تشمل المساحات الاجتماعية غرفة للأعضاء الجدد ومطعمًا في الطابق 10 وشرفة عامة في الطابق 11، وتوفر جميعها إطلالات استثنائية على مدينة لندن

يعتبر هذا المبنى نموذجًا جيدا للاستدامة البيئية (اذ يستخدم طاقة أقل بنسبة 54٪ وينتج الكربون بنسبة 44٪ أقل مما تتطلبه لوائح البناء الحالية)، ويقدم في هذا الصدد معايير جديدة لتصميم المتاحف والمعارض في المملكة المتحدة والعالم حيث يستمد جزءًا كبيرًا من احتياجاته من الطاقة من الحرارة المنبعثة من محولات EDF المجاورة له، عبر الاعتماد على الكتل الحرارية العالية التي تنبعث من هذه الأخيرة كما يعول كثيرا على التهوية الطبيعية وضوء النهار

يوفر الشكل الهرمي الجديد نسبة 60٪ من مساحة العرض التي تمتد على 10طوابق رئيسية، ويتميز بشكله المعقد، ومخططه الأرضي الغير منتظم وذلك تقيدا بمقتضيات يفرضها الموقع تم هدم أغطية الخزانات الخرسانية للسماح باستخدام الخزانات الداخلية، حيث يشكل الخزان الغربي الطابق السفلي للمبنى الجديد (أي المستوى الأول ويتخلله مستويات الميزانين)

تم تخصيص الخزانين الأخريين كفضاء للعرض، فتميزت المساحة الناتجة عنهما بجدرانها المرتفعة يعلوها سقف خشبي يتم الدخول الى المبنى من خلال قاعة اقتطعت من جزء مأخوذ من محول توزيع الطاقة القديم ومتصل بفضاء توربين الموجود بالطابق السفلي

فوق الأرض، يرتفع المبنى الثاني لتيت  Tate Modern II على شكل هرم منكسر، يتميز هذا الأخير بزواياه الحادة وطياته الداخلية

 تنقسم واجهات الهرم إلى أشكال هندسية معقدة جاءت لتقطع مع الشكل المستقيم للمبنى الرئيسي تتصل المباني القديمة والجديدة بالمستويين 1 و2، والمستوى 5 عبر جسر يصل بينها

تم الاحتفاظ بالطرف الشرقي والشرفة القديمة لمحول الطاقة، وأصيف إطار فولاذي ليمتد بطول 18 مترًا لغرض استخدام المعرض في الطرف الغربي تم وضعت الأعمدة الجديدة بعناية لتتناسب مع تلك الموجودة من قبل

صورة رقم 4 مراحل تصميم المبنى الجديد

الكتلة الهرمية المضافةهي نتيجة تقاطع مجموعة من القيود التي لها

علاقة مباشرة بموقع المبنى وشكله السابق ووظائفه الجديدة

صورة رقم 5 مرحلة تنفيذ المبنى الاضافي

 

 

إعادة التكيف قرر المهندسان المعماريان (هرتزوغ ودي ميرون) إعادة بناء المبنى الحالي بدلا من تدميره جعل هذا الامر، من متحف «تيت مودرن» مثال جيد لإعادة التكيف، حيث حافظ المبنى على مظهره العام خلال القرن العشرين إذ لا يزال يشبه شكل المصنع من الخارج، وامتدادا لهذا الأسلوب اعتمد أيضا في جدرانه الداخلية، كاللون الرمادي الداكن، والعوارض الصلبة والأرضيات الخرسانية

تتكون واجهة المبنى من 42 مليون طوبة تم فصلها بواسطة مجموعة من النوافذ العمودية الصغيرة تساهم هذه الأخيرة في خلق ضوء دراماتيكي يسود فضاءه الداخلي

تم استغلال الخزانات القديمة ومحولات الطاقة كأماكن للعرض، وقد حافظت في مجملها على شكلها القديم مع إضافة بعض التعديلات الطفيفة التي لا تتجاوز امدادها بالسلالم والسقوف الخشبية بينما بقيت الجدران والأرضيات من الخراسان الصلب   


صورة رقم 6 اعتماد العوارض الصلبة داخل فضاءات المعرض

صورة رقم 7 اعتماد اللون الرمادي الداكن في جدران المتحف الداخلية، والأرضيات الخرسانية أما ضمن الواجهة فقد استعملت 42 مليون طوبة تم فصلها بواسطة مجموعة من النوافذ العمودية الصغيرة يغطي 336000 طوبة الجناح الجديد لـ Tate Modern، المسمى The Switch House في إشارة إلى محطة فرعية مبنية بالقرب منه

صورة رقم 8 استغلت بقايا خزانات الوقود القديمة المحفوظة تحت الأرض كأساس

للمبنى فهي تظهر كهياكل خرسانية منتصبة على امتداد المكان

صورة رقم 9 هناك تشابه بين الواجهة الخارجية للمبنى والتصميم الداخلي

يمثل الدرج الرئيسي الموجود على يمين الصورة المحور المركزي للمبنى وهو يربط بين مختلف الفضاءات الموجودة داخله والمخصصة للأنشطة العامة كأماكن الراحة وغرف التعلم الجماعي أو الفردي

صورة رقم 10 اعتماد الطوب والخرسانة كمواد أساسية لتنفيذ المشروع فالمبنى عبارة عن هيكل خرساني يحمل جدران من الطوب المخرم اعتمد الطوب ليربط الأجزاء الجديدة بالقديمة وتخلل هذه الأخيرة فتحات صغيرة موجودة على كامل المبنى، وهو حسب مصممي المشروع حل ناجع، حول المادة الصلبة للطوب إلى نوع من الحجاب الخفيف الذي يتحول بتحول الانعكاسات المختلفة للبرج

صورة رقم 11 تظهر الصورة تناغم كبير بين شكل المحطة القديم والمبنى الجديد

صورة رقم 12 بهو المتحف والمطعم الموجود داخله

 

الخاتمة

تخضع عملية إعادة الاستخدام التكيفية الى العديد من الضوابط التي تختلف بين المتطلبات التاريخية التي يفرضها الطابع التاريخي والأثري للمبنى والذي يستهدف استغلاله للغرض الذي انشا من أجله وذلك ينطبق على المنشئات الدينية والتوثيقية كما يخضع الى متطلبات معمارية وانشائية تتمثل في احترام البنية الهيكلية والمواد المعتمدة والفراغات الداخلية والطابع المعماري وعناصر الحركة الأساسية كالسلالم والممرات وتأثير ذلك على مدى تحمل المبنى في استيعاب الأحمال المضافة من حيث عدد المستخدمين وطبيعة الوظيفة المقترحة هذا بالإضافة الى المتطلبات الاقتصادية ولها علاقة مباشرة بالعائد المالي الذي توفره الوظيفة الجديدة ومدى قدرتها على توفير المصاريف اللازمة لاستمرار تمويل أعمال صيانته والاهتمام به وعادة ما يكون الاستخدام الثقافي له هو الاستخدام الأمثل نظرا لما يوفره من تكاليف للحفاظ عليه

فالأكيد ان عملية إعادة استخدام المباني التراثية هي عملية مهمة ولكن لا يجب ان تكون اعتباطية وغير مدروسة بحيث تحترم خلالها نواميس المواثيق الدولية التي جاءت في الغرض وضبطت أسسها وأساليبها حتى ينتج عن ذلك مباني متناسقة مع بيئتها وطابعها المعماري

 

المراجع

احمد شعيب والسيد البنا- ترميم وصيانة الآثار علم وفن، مجلة كلية الآداب- جامعة جنوب الوادي- العدد 6 -1996

السيد محمود البنا "د"- دراسة لأسس وقواعد استكمال الأجزاء الناقصة من المباني الأثرية- تطبيقا على بعض المباني الأثرية بمدينة القاهرة، مجلة كلية الآثار، العدد السابع، جامعة القاهرة، 1997

النصوص الأساسية المتعلقة باتفاقية التراث العالمي 1972، مركز التراث العالمي، باريس، 2005

 برديكو- الحفظ في علم الآثار، ترجمة د محمد الشاعر- المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية- القاهرة- (2002)

توراكا- تكنولوجيا المواد وصيانة المباني الأثرية- ترجمة احمد عطية- دار الفجر للنشر والتوزيع- 2003

 جون ياروود- المحرق؛ العمارة التقليدية لمدينة قديمة- ترجمة علي عبد الرؤوف- مركز الشيخ إبراهيم- 2006

 

ARNAUD François (Auteur), FABRE Xavier (Auteur), & 3plus, Réutiliser le patrimoine architectural Broché, tome 1, Caisse nationale des monuments historiques et des sites (1 janvier 1978), 95 pages-1 janvier 1978

 

BABELON Jean-Pierre, CHASTEL André (1995), La notion de patrimoine, Paris  Editions Liana Levi, 141 pages

 

BADY Jean-Pierre (1998), Les monuments historiques en France, Paris  Editions des Presses Universitaires de France, Collection Que-sais-je, 128 pages

 

BADY Jean-Pierre (2007), Rapport sur l’Etat du Parc Monumental Français, Ministère de la culture et de la communication, 64 pages

 

CHOAY Françoise (1991), L’allégorie du Patrimoine, Paris  Editions du Seuil, 272 pages

 

Connaissance des Arts (2009), L’Hôtel de la Marine, Hors-série n°140 FERAT Françoise, LEGENDRE Jacques (2010), Proposition de loi relative au patrimoine monumental de l’Etat, 50 pages

 

GADY Alexandre (2011), L’hôtel de la Marine, Paris  Editions Nicolas Chaudun, 208 pages

GLORIEUX Régis (1998), « Mieux protéger les monuments en y créant des hébergements », Cahier Espaces n°37 – Tourisme et Culture, Paris  Editions Espaces, tourisme & loisirs, p 18 – 21

 

GREFFE Xavier (2003), La valorisation économique du patrimoine, Paris  Editions de la Documentation Française, Collection Question de la culture, 384 pages

 

LEVANTALE Philippe (1969), L’intégration économique et sociale des édifices anciens, Paris  La Documentation Française, 53 pages



[1]UNITED NATION Economic commission for Europe; Urban Renewal, vol 1, United Nation, New York 1971, p 125

[2] http//wwwicomosorg/en/charters-and-texts

[3] http//wwwicomos org/en/charters-and-texts

[4] https//aasarchitecturecom/2014/09/tate-modern-extension-herzog-de-meuronhtml/