ArchiNet آركي نت

View Original

الحوشْ العَرْبٍي: بين سكون الكتلة وحركية الفراغات

 "الحوشْ العَرْبٍي" بين سكون الكتلة وحركية الفراغات

(قراءة في نماذج من أفنية المساكن التقليدية التونسية)

في حضور الفناء الداخلي، نستحضر الماضي من زوايا متعددة. في الفضاء المتاح وما يتوزع إليه بين الجدران، نرى عن قرب توازن الأبعاد الهندسية، وتفوّق الصانع مهنياً، واعتدال الساكن نفسياً، وحكمة المرأة فكرياً. زيارتنا قد تكون رحلة للتقصّي عن ماهية هذا الحيز المحدود في مساحته والممتد في دلائله، بأسلوب استقرائي تحليلي في البداية، ثم التأويلي في المرحلة التالية.

عملنا البحثي الموسوم بـ: "الحوش العربي: بين سكون الكتلة وحركية الفراغات - قراءة لأمثلة من أفنية داخلية (المساكن التقليدية التونسية كنموذج)"، يمثل فسحة لتناول طرح جديد لفضاء داخلي مخصص، اعتماداً على المحددات البصرية للفراغ مثل التجانس والوحدة والتلاؤم، واستخلاص الروابط الخفية بين عوالم الفراغ والتجريد والمدلول. اعتبر غاستون باشلار هذا الفضاء في المقام الأول "كيان هندسي مرئي وملموس بشكل واقعي ومصنوع من قوالب صلبة تكوّن هيكلاً متماسكاً. تسيطر عليه الخطوط المستقيمة، بينما تمنحه الخطوط العمودية النظام والتوازن". ومع ذلك، يُعدّ المسكن أكثر من مجرد كيان هندسي؛ "إنه بالأحرى روح إنسانية" حسب باشلار. ينفتح السكن بمفهومه المادي على أبعاد أعمق من المدلولات الحسية، متجاوزاً الأبعاد الموضوعية إلى أبعاد تواصلية ودلالية.

الكلمات المفتاحية: الفضاء السكني- الفناء الداخلي- الاستدامة- أنسنة المكان. 

 

"El Houch el Arbi" entre stabilité de masse et cinétique des vides (Une lecture des exemples: patios des habitations traditionnelles tunisiennes)

 

Résumé :

En présence du patio, on voit le passé à plus d'un endroit. Dans l'espace disponible et ce qui lui est distribué entre les murs, on voit de près l'équilibre des dimensions géométriquement, la supériorité professionnelle du fabricant, la modération psychologique de l'occupant et la sagesse intellectuelle des femmes.

Notre visite, c'est un parcours d'investigation sur la nature de cet espace, limité en taille et en extension, témoignage de manière inductive et analytique dans un premier temps, puis interprétation dans un second temps. Notre travail de recherche intitulé : « La cour arabe entre l'immobilité de la masse et le mouvement des vides... une lecture des exemples de cours intérieures (l'habitat traditionnel tunisien comme modèle), un espace pour traiter d'une nouvelle proposition d'espace interne spécifique basée sur les déterminants visuels de l'espace tels que l'homogénéité, l'unité, l'harmonie, et extraire les liens cachés entre les mondes de l'espace, l'abstraction et le signifié, que Gaston Bachelard envisageait dans la première place, "une entité d'esprit visible et tangible de manière réaliste, faite de modèles solides qui forment une structure cohérente. Il la contrôle également. "Les lignes droites et les lignes verticales lui donnent ordre et équilibre. Cependant, l'habitation est plus qu'une entité technique, "c'est plutôt un esprit humain", selon Bachelard. L'habitat dans son concept matérialiste ouvre à une compréhension plus profonde des significations sensorielles dans un dépassement conditionnel des dimensions objectives de l'habitat vers des dimensions communicatives et sémantiques.

Les mots clés: Espace résidentiel - Patio - durabilité - Humanisation du lieu-.

مقدمة:

مساكننا التقليدية، أماكن سُكنى الذاكرة "Les demeures de la mémoire"، تلك التي تكتنفنا وتطوّقنا، فيها يحمل المكان معنى الانتماء. علّها الموضع الذي ينسبه الإنسان إلى نفسه ويُنسب إليه. فالمساكن، كيانات مادية بسيطة تتناسق وتتشابه مرفولوجيًا في الشكل واللون ونبض الحياة فيها... حيزات تسعى إلى تأسيس خطاب مكاني خاص بها ينصهر في صواميل من الهوية المجالية التي تحدد مدى ارتباطها بالمكان والزمان مع فارق في التوقيت.

المساكن هنا كصورة متخيلة تفتح بوابة لماضينا بما تحمله من مخزون ذاكراتي يتجدد كلما تنقلنا بين زواياها. كل ركن يجاهرنا بخفاياه وكنهه بناءً أو منظومة عيش. علّها -تلك المساكن- مختبر نتاج أسلافنا وورشة عملهم المستدامة. عمارتهم، يقيمونها حسب حاجاتهم واستنادًا لما تمليه عليهم الطبيعة والمجال من شروط ومحددات، بها ترتسم حدودهم المادية، لكن لمخيالهم يكون اللامحدود. وعليه، نطرق من جديد باب البحث والتقصي عن مكتسبات السلف وما أورثوه للخلف. ندخل الحيز المكاني مرة أخرى لسبر خبايا أثر متستر.

في حضور الفناء الداخلي، أجدنا نناظر الماضي في أكثر من موضع. ففي الفضاء المتاح وما يتوزع إليه بين الجدران نشاهد عن قرب توازن الأبعاد هندسيًا وتفوّق الصانع مهنيًا واعتدال الساكن نفسيًا وحكمة المرأة فكريًا. زيارتنا قد تكون رحلة للتقصّي عن ماهية هذا الحيز المحدود في مساحته والممتد في دلائله، بأسلوب استقرائي تحليلي في البداية، ثم التأويلي في المرحلة التالية.

يُعدّ عملنا البحثي الموسوم بـ "الحوش العربي بين سكون الكتلة وحركية الفراغات: قراءة لأمثلة من أفنية داخلية (المساكن التقليدية التونسية أنموذجًا)"، فسحة للتعاطي بطرح جديد لفضاء داخلي مخصص انطلاقًا من المحددات البصرية للفراغ مثل التجانس والوحدة والتلاؤم، واستخلاص الروابط الخفية بين عوالم الفراغ والتجريد والمدلول، والذي اعتبره غاستون باشلار في المقام الأول "كيان هندسي مرئي وملموس بشكل واقعي ومصنوع من قوالب صلبة تُكوّن هيكلًا متماسكًا. كما تسيطر عليه الخطوط المستقيمة، أما الخطوط العمودية فتمنحه النظام والتوازن". مع هذا، يُعدّ المسكن أكثر من مجرد كيان هندسي، "إنه بالأحرى روح إنسانية" حسب ما أفاد به باشلار. ينفتح السكن بمفهومه المادي على مستوعب أعمق من المدلولات الحسية، في تجاوز مشروط لأبعاد السكن الموضوعية إلى أبعاد تواصلية ودلالية.

سكن يختزله فناء

اولاً : تعريف الفضاء السكني

يحمل مفهوم الفضاء مرادفات عدة، فهو المكان والحيّز والمجال، وكذلك الموضع والمطرح والبراح. كما يعني مصطلح الفضاء الخواء والفراغ وأيضًا يضم الخلاء المكاني عند العرب. تشمل معطيات المكان النتوء والوزن والحجم والتشكل، وهو الشيء المبني في فضاء مكاني. مع هكذا منطلق، نكون أمام مجموعة من المصطلحات المتعالقة مع مصطلح الفضاء، خاصة عندما يتقابل مع الترجمة حيث "يلجأ البعض إلى استعمال كلمة المكان بشكل أكبر عوض مصطلح الفضاء، وقد يلجأ البعض إلى استعمال كلمة حيز، إذ يرى أن الأول أي المكان يميل في معناه إلى الخواء والفراغ، بينما الحيز ينصرف استعماله إلى النتوء والوزن والحجم والشكل". وعليه، يُعرّف "المكان من التمكُّن، لا من الكون (كالمقال من القول)، هو حاوي الشيء المستقر. ويميز بين المكان والمكانة. فالمكان في الحسيّ (كالمنزل) والمكانة في المعنوي (كالمنزلة)". و"المكان هو الموضع، وجمعه أمكنة، وهو المحل (Lieu) المحدد الذي يشغله الجسم. نقول مكانًا فسيحًا، ومكانًا ضيقًا". وهكذا، المكان يحيلنا إلى شيء حسي يشغله الجسم، وبهذا المعنى فإن المكان تتعدد أنواعه وصوره تبعًا لأبعاده وحسب شاغله وما يجري داخله، ولهذا فالمسكن أو المنزل يمثل أحد أنواع المكان.

يبدو أن كل هذه المعاني تتركز حول معنى القرار والثبات، في مقابل الحركة والاضطراب. المسكن أو المنزل، هذا الوسط المادي الحامي والمحمي في الوقت نفسه، يحقق السكينة والسعادة والراحة والاطمئنان، ولذلك سُمّي مسكنًا. "فمع صورة البيت، يتجلى المبدأ الحقيقي للحماية النفسية فروحنا مأوى؛ إذ أننا حينما نتذكر (البيوت) و(الحجرات)، فإننا نتعلم أن نسكن داخل أنفسنا".

يمثل هذا الحيز المعرّف (المقصود هنا بالمسكن) مفهومًا فضائيًا مانحًا لشعور الانتماء والاحتواء والملائمة لمختلف الفعاليات الإنسانية. لعلّ الإحساس بذلك الحيز يتكون عند تحقيق علاقة إدراكية معينة بين الإنسان وبيئته وما يحوطه. تتسع هذه العلاقة لتشمل حواس الإنسان المختلفة، ولذا نجد أن "الحوش العربي" يشمل تشكيلًا كتليًا وفراغيًا متكاملًا ومعه يكون قاطنه في تفاعل مكاني متواصل معه، وذلك ضمن دائرة الإدراك الحسي، والتقييم، والإدراك المعرفي.

ثانياً : تعريف الفناء الداخلي

أ- المفهوم اللغومي للفناء

تتعدد الأسماء التي عبرت عن مفهوم الفناء "المكشوف" وقد وردت كلمة الفناء في المعاجم اللغوية بتسميات كثيرة. وردت بلفظ (الحوش) بمعنى ما حول الدار أو وسطها، ويقال احتوش القوم على فلان: أي جعلوه وسطهم. وكذلك ذكرت بلفظ (البيضة) أي الساحة أو الوسط، ويقال بيضة القوم أي وسطهم أو ساحتهم. الفناء بكسر الفاء وفتح النون (فِناء) جاء بمعنى وسط الدار وما امتدّ من جوانبها، بينما ورد هذا المصطلح بمعنى الساحة في الدار أو بجانبها، وجمعها أفنية. هناك معانٍ أخرى للفناء وردت أيضًا في المعاجم من قبيل؛ (عراق الدار) جاءت بمعنى فناءها و(العقر) بمعنى وسط الدار، وأيضًا (عقوة الدار) أي ما حول الدار أو الساحة.

كان البستاني قد أورده بلفظ (عُرصة الدار) أي ساحة الدار، وأيضًا كل بقعة بين الدور واسعة وليس فيها بناء، وجمعها عِراص وعَرْصات. جاء كذلك بلفظ (صحن الدار) أي ساحتها أو وسطها وجمعه صحون. كذلك ورد مصطلح (الفناء المكشوف) بمعنى الباحة أو الساحة أو ما اتّسع أمام الدار أو في وسطها.

ب- المفهوم الاصطلاحي للفناء

يعرّف الفناء المكشوف بأنه الفناء المركزي الذي تدور حوله وحدات المسكن، وعُرّف أيضًا على أنه ساحة الدار المكشوفة التي تحيط بها الوحدات المعمارية الرئيسية منها والثانوية، ويكون شكله إما مستطيلًا أو مربعًا.

كذلك، الفناء الداخلي هو ساحة داخلية مكشوفة وسط الدار ويطلق عليها عرصة الدار، أي وسطها التي لا بناء فيها. كذلك، هو "وسط الحوش" أو "وسط الدار" حسب التعبير المحلي، تعدّ النواة الأساسية للمسكن وهو عبارة عن مساحة مكشوفة تتوسط الحوش تفتح عليها جميع الغرف بما في ذلك تلك التي تقوم بالطابق العلوي، وانطلاقًا منه يصبح التمييز بين الوحدات السكنية قابلاً للإدراك.

الفناء أيضًا هو الفضاء المركزي المفتوح، حوله تجتمع مختلف عناصر السكن، هو وسط الدار الذي يُحدّد تنظيمه... يبدأ "المعلِّمْ" (هو البنّاء) ببرنامج كمي (متمثلًا في عدد الغرف) وكيفي يُعطيه له صاحب البيت ليبدأ برسم "وسط الدار" على الأرض ثم ينظم بقية الفضاءات. والمربع هو الشكل الهندسي القاعدي للتنظيم سواء على مستوى الرسم الخطي أو الفضائي، وفي مراحله المتطورة نجده مستطيل الشكل.

ثالثاً : حضور الفناء كحل معماري

حتوي المسكن التقليدي على أفكار تصميمية تتناسب مع الظروف الطبيعية والمناخية حيث الجو الحار والجاف صيفًا والبارد والجاف شتاءً. ونظرًا لإدراك سكان المدن التقليدية قساوة مناخهم، كانت أبنيتهم ودورهم متجاوبة مع هذا المناخ بهدف تقليل أثره إلى أقصى حد ممكن. توافق المسكن التقليدي مع البيئة تم تحقيقه وفق استراتيجيتين هما الحماية والتكيف. تم تحقيق الحماية بالحد من تأثير ظروف البيئة الطبيعية القاسية كالمناخ الحار وقلة الرطوبة في بعض المناطق وارتفاعها في مناطق أخرى وشدة الإشعاع الشمسي. أما التكيف فكان باستغلال الإمكانيات الكامنة لهذه الظروف القاسية والتعامل معها واستغلال مصادر الطاقة الطبيعية كالشمس والرياح

جاء الفناء كحل مناخي وهو فراغ مفتوح على السماء يتوسط المسكن ويمكن أن نعبر عنه بالفراغ المعيشي بالحوش فأغلب الأعمال اليومية تتم فيه وغالبًا ما يكون مستطيل الشكل وأقرب إلى المربع ومساحته تتراوح من 70 إلى 100 متر مربع وذلك حسب مساحة الحوش ولعل أفقية المساكن سمحت بتخصيص صحن بكل مسكن يقوم بوظائف التهوية والإنارة

يعد الفضاء المفتوح مكيّفًا طبيعيًا استخدم في تكييف حرارة الجو "ذلك أن الهواء البارد يهبط إلى أدنى مستوى ليلاً ثم ما يلبث يتسرب إلى الحجرات ليُلطّف حرارتها ويظل محصورًا بين جدران الصحن حتى ساعة متأخرة من النهار كأنه خزان ترطيب" يعدّل الحوش درجات الحرارة وهو مصدر الإنارة الطبيعية للغرف حيث "يسمح وسط الدار دائمًا بالانتقال من الشمس إلى الظل ومن الرطوبة إلى الجفاف وبمعايشة الداخل والخارج في آن واحد" حيث يوفر الفناء "لمن يتوقف في وسطه حيزًا ظليلاً مهما كان اتجاه جوانبه وفي أي فصل من فصول السنة أو أي ساعة من ساعات النهار ففي هذه الربوع حيث صفاء السماء وارتفاع درجة الحرارة يدفعان بالإنسان إلى العيش في الهواء الطلق يبدو الفناء كحلية معمارية تسمح بهذا النوع من العيش حتى في عقر الدار"

تستخدم الطرق التقليدية للتبريد الطبيعي مجموعة متنوعة من العمليات مثل التحكم في الإشعاع والطاقة الشمسية والتبريد الحراري والتبخر والإشعاع والتوصيل وعليه تعتمد فكرة الفناء على سحب الهواء البارد مساءً من أعلى ليصعد الهواء الساخن وتنخفض درجة الحرارة صباحًا يبقى الحوش باردًا ولطيفًا حتى الظهيرة حينها تصل أشعة الشمس إلى أرضيته فيتصاعد الهواء للأعلى تقوم تيارات الحمل بالمحافظة على برودة المبنى لفترة كبيرة بعد الظهر وعند المساء يبدأ الهواء الدافئ بالتصاعد تدريجيًا ويستبدل بهواء الليل المعتدل البرودة يجتمع الهواء المعتدل البرودة في طبقات ثم ينساب داخل الحجرات المطلة على الفناء لا تدخل الرياح الدافئة التي تهب فوق البيت إلى الفناء إلا إذا وضعت عوارض لتغيير مسارها يقتصر تأثيرها على إحداث تيارات معاكسة داخل البناء بهذه الطريقة يعمل الفناء كخزان للبرودة

كما أن سقائف هذه المنازل المؤدية إلى الأفنية لا تأخذ وضعًا مواجهًا للطريق وإنما كانت دائمًا في وضع يحجب رؤية هذه الأفنية عن الطريق العام بشكل يجعلها تنفرج إلى اليمين أو اليسار

حركة الهواء في الفناء خلال اليوم

على سبيل المثال احتمت المساكن التقليدية بالواحة فتأقلم تخطيطها مع المناخ يكون المناخ أكثر رطوبة بحرارة منخفضة وهواء بارد صيفًا ونمط العيش لذلك اهتدى مشيدو المساكن إلى توجيه الغرف إلى الجنوب والشرق فهي جهات تكون أقل حرارة في الصيف وأكثر دفئًا في الشتاء ليصح القول بأن الدار الشرقية دار والدار القبلية زوز ديار والدار الغربية نصف دار والدار الظهراوية مربط لحصان ولعل المخزون المحلي لقرى الواحة له من الأمثال ما يؤكد حرص المتساكنين توجيه منازلهم نحو الوجهة الأفضل يقول المثل القفصي القبلي سلطان والشرقي وزيرا والغربي مرتد والظاهري بالكاد يصلح كما أن الأمثال يكون الشعر الشعبي حاضرًا كحفيظة للذاكرة الجمعية من ذلك أبيات لحليمة بنت صالح جمنة نفزاوة على بستان نخليها تقول في ذلك

سانية الدقلة ودارنا البحرية ما نجوزهم مادام عيني حية

تتوزع الغرف حول الفناء حسب نظام مدروس يخضع لمبدأ الاتجاهات الجغرافية فبصفة عامة تحتل غرف النوم المسماة دار الجهة المفضلة في المسكن وهي الجهة الشمالية للصحن أي التي تفتح على الجهة القبلية ولذلك فهي تسمى بـ الشق القبلي كما يمكن أن تحتل الدار أيضًا الجهة الغربية والمفتوحة على الشرف ولذلك فقد سميت بـ الشرقية

السكن المفتوح على الداخل

الفناء الداخلي يغطي اكبر قدر من الحماية من العوامل الجوية

الفناء المفتوح الى الخارج يعطي الحماية اذا توفرت الحاجة الى الهواء

المبنى الحرّ اقل الحلول حماية من العوامل من الجوية

كما هو الشأن مع الباب بحيث استوجب أن يوجّه نحو الشرق في اعتقاد أن كل ما يأتي من الغرب هو نذير شؤم فعند بني عيسى بمطماطة يفتح الباب باستمرار على الشرق سواء كان الحوش دائريًا أو مربعًا لعل العوامل الطبيعية القاسية قد جعلت سكان الجهة يفكرون في طرق التكيف معها وتلطيف الجو الداخلي للمسكن بأكثر قدر ممكن لذلك خفضوا في عدد الفتحات على الخارج للحماية من تأثيرات الشمس والرياح المباشرة فمثلًا في قرى نفزاوة وقع استدعاء المرمى والتي يُطلق عليها اسم ضوّاية وهي عبارة عن فتحات صغيرة تتراوح بين 20/50 سم و20/60 سم

موضع المرماة من المسكن النفزاوي. واجهة لسكن بقبلّي القديمة                  

تعمل المرماة على التخلص من الهواء الحار الذي يتجمع عند منطقة السقف مما يتيح المجال للهواء البارد ليحل محله مشكلا مصدر من مصادر التهوية لمستخدمي الفضاء السّكني

وجدت المرماة لتّهوية "بحيث تُعتبر أحد العناصر الأساسيّة في الغرف وضروريّة لموازنة كمّيّة الهواء الدّاخلة للغرف بشكل متتابع"23. تقنيّة نجد لها تطابقا في أحواش الجريد (توزر ونفطة)، فقد كان كلّ جدار "ينتهي بمجموعة من الفتحات المستطيلة عموديّا والمُتقابلة، وذلك لخلق تيّار هوائي مُتواصل"24، وتعويض النوافذ المطلّة على الصحن بفتحات صغيرة الحجم تقوم بحجب أشعة الشمس، يُطلق عليها اسم "تاقة"25. ولحلّ مشكلات الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وحدّة الاضاءة الناتجة عن ارتفاع مدّة الاشماس ببناء غرف كثيرة وذات ارتفاعات شاهقة تساعد على تلطيف الجوّ، وهي عناصر ساهمت في خلق مناخ محلّي داخل الغرف

شكل المرماة بواجهات بناءات توزر؛ فتحات مستطيلة عمودية ومتقابلة

اعتمد متساكنو الجريد مثلا عند الانطلاق في تشييد بيوتهم على توسعة الفضاء الداخلي للغرف لكي يكون مشمسا في الشتاء وكثير التهوية في الصيف كما اعتمدوا عند الشروع في إعداد الغرف على العلو الشاهق وتمطيط الجدران فالجدار الواحد للغرف يصل عرضه إلى 80 سم وعلوه إلى العشرة أمتار وكان كل جدار ينتهي بمجموعة من الفتحات المستطيلة عموديا والمتقابلة وذلك لخلق تيار هوائي متواصل عوضا عن النوافذ الكبيرة المستعملة حاليا في المساكن الحديثة التي تساهم في تسرّب الشهيلي صيفا والبرد القارس والرطوبة شتاء وهذا النمط القديم في البناء يكون عادة وبمجرد غلق الأبواب في الظلمة تكاد تكون تامة وهي تلطف من حرارة الجو

الفناء هو نوع من العالم المصغر يربط المنزل بالطبيعة والسماء الشمس والهواء النقي والأرض وأحيانًا الماء والنبات التكوين المكاني للفناء في شكل حوض يولد نوعا من المناخ المحلي الجو منعش الذي يتجمع هناك في الليل يدفع الهواء الدافئ نحو فوق وبعبارة أخرى إلى الخارج الإشعاع من الأرض نحو القمة ثم يعزز الهبوط درجة الحرارة وهكذا في الصيف درجة حرارة لطيفة يتم الاحتفاظ بها لفترة طويلة خاصة كلما كانت الساحة محمية من أشعة الشمس جزء كبير من اليوم بفضل الظلال الملقاة على الجدران المحيطية أخيرًا يوفر تأثير الوعاء الحماية من الرياح

عموما عبر التوجه للداخل يجمع وسط الحوش كل الأنشطة الاجتماعية إلى داخله فهو العنصر المناخي المسيطر على فكرة التصميم المعماري للمسكن ويقوم بدور المنظم الحراري للمنزل من خلال دورة التبريد التي تتكون أثناء الليل والنهار حيث يعمل الفناء وأرضيته والتربة التي تحتها جميعًا وكأنها وحدة لإشعاع الحرارة ولتخزينها فالجدران المرتفعة على جميع الجوانب تظلل الفناء فتحميه من وهج الشمس وأشعتها المباشرة أثناء الجزء الأكبر من النهار وتكتسب التربة تحت أرضية الفناء الحرارة من كل يحيط بها ويلاصقها ويعزز هذه العملية الانتقال الحراري الذي يحدث على سقف المنزل أثناء النهار ويرتفع الهواء الذي يسخن هناك لكنه ينتقل أثناء الليل بطريقة الحمل إلى أسفل بينما تأخذ الطبقات التي تشكلت حديثا من الهواء البارد في الهبوط إلى أرضية الفناء فتمتص الحرارة منها ومن الجدران الداخلية وأرضية الحجرات أيضا عن طريقها وتكون هذه الجدران الداخلية محمية من الإشعاع الحراري الخارجي لكونها في الظل أثناء النهار وبذلك تحد من حركة الهواء الخارجي الساخن بسبب بقائها باردة وتساعد الجدران والأرضيات على تخفيض درجة حرارة الهواء الداخلي مثلما تساعد على تخفيض درجة حرارة ذلك الجزء من المنزل المخصص للمعيشة اليومية

الفناء الداخلي… صندوق الدنيا

كنت أجلس إلى صندوق الدنيا وأنظر ما فيه فصرت أحمله على ظهري وأجوب به الدنيا أجمع مناظرها وصور العيش فيها عسى أن يستوقفني أطفال الحياة الكبار فأحطّ الدّكّة وأضع الصندوق على قوائمه وأدعوهم أن ينظروا ويعجبوا ويتسلوا بهذه العبارات أوجز الكاتب إبراهيم عبد القادر المازني في كتابه صندوق الدنيا تعريفه للاختراع العجائبي الذي تُعرض فيه الصور خلال عدسات زجاجية مركبة في صندوق يتجول به صاحبه في الشوارع والطرقات لتسلية الناس كلمات فتحت باب القول للاستعارة لما تحمله هذه الصورة التعبيرية من تفاصيل تتطابق مع الفناء الداخلي كحيّز مُسطّرة حدوده ومفتوحة أمام مؤسسة تحوي تنظيما اجتماعيا مخصوصا يحقق داخله الساكن مجموعة من الحاجات الأساسية والحميمية والاجتماعية المرتبطة بالنسق القيمي والعادات والتمثلات الاجتماعية

اولاً : الفناء المكشوف : نافذة على السماء

تتسم الأبنية السكنية بخاصية الانغلاق نحو الخارج وبساطة معالجتها الخارجية لئن كانت الفتحات تقريبا منعدمة للخارج فإن الفناء يعد النافذة الأكبر لقد انطوى فراغ البيت كله للداخل وانعزل بجدرانه السميكة عن الخارج وتمركزت وحدات المنزل على صحن رئيسي تفتح جميعها عليه ليوفر التبريد والتهوية والإضاءة ويصبح هذا المنحى أكثر وضوحا في حالة التحكم الفاعل بالضوء وبالمناخ

يعد وسط الدار فضاء نواة فهو حيز حيوي تواصلي نشط ومركز التقاء الأنشطة الداخلية والخارجية كذلك يعد حلقة الوصل بين الداخل والخارج بالرغم من انعدام أثاثه وبساطة تكوينه تبلغ حيوية الحوش أقصاها في تحديد كل أنشطته فانعزال الفضاء عن الخارج لم يمنعه من أن يحقق التوازن للداخل المغلق المفتوح والمتستر الظاهر يقوم الحوش بوظيفة المنسق بين مختلف الوحدات السكنية على تعددها هذه الوحدات لا يكون الوصول إليها إلا مرورا بوسط الدار ينظم هذا الفضاء التنقل بين الغرف وأماكن الخدمات التي تحيط به ولا تتصل ببعضها البعض حيث يعمل الفناء كفضاء داخلي مرن قادر على استيعاب الفعاليات الإنسانية المختلفة بحسب طبيعة المبنى فضلا عن كونه المركز البؤري لعمليات التنظيم التشكيلية والحركية والوظيفية في نمط الأبنية الموجه نحو الداخل

الحوش أو وسط الحوش هو المجال الذي تنتظم فيه الأنشطة الجمعية تنشأ حوله جميع الأنشطة والممارسات الاجتماعية العائلية اليومية من طبخ وإعداد الحبوب والرحي ورعاية الحيوانات إذا فنحن حيال فضاء مفتوح منطلق دون حواجز يضطلع بوظائف متعددة بعضها يرتبط تقليديا بوسط الدار كالنظافة والغسيل وبعضها الآخر ملحق به كالسمر والترفيه ولعب الأطفال وتعاطي بعض المهارات النسائية من فنون التطريز والحياكة ونحوهما

ممارسات تنم عن وجود نمط ديناميكي من الممارسة السكنية يطغى عليه التعدد والتنوع في الوظائف وإلغاء لأشكال الفصل على أساسي الجنس والسن لا تسمح به الغرف المستقلة بذاتها هندسيا ووظيفيا لكن ذلك لا يعني نزوعا نحو الفوضى فثمة تنظيم يرتبط بتوزيع الأنشطة إلى أشياء نظيفة وأخرى وسخة وبالحياة المجموعاتية وبتقنيات الجسد فهو المصدر الذي تشع منه العديد من المقاصد والدلالات ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية تتعلق بالعائلة وحتى بالمجتمع ككل فهو نقطة التحضيرات لارتياد الواحة وهو محط الدواب المحملة بالمحصول الفلاحي وهو المركز الذي منه يوزع المحصول إلى مختلف فضاءات المنزل لتجفيفه أو لحفظه كالسطوح

وسط الحوش، شنني تطاوين

موقع من الحوش لتجفيف التمور بالمطوية

إلى جانب المفرش، تتجمّع في الركن المشمس من وسط الحوش أوعية مصنوعة من الحلفاء المضفورة، وتسمى باللهجة المحليّة لمتساكني تمزرط وتوجان "الكمبوط" أو "الرّونيّة" لخزن الحبوب في الهواء الطلق لتهوئتها، ويختلف عددها حسب كميّة المحصول وتنوّعه. فهي تؤثث أفضل مكان في وسط الحوش، وتقع تهيئته فيبلّط بالحجارة حتى يعلو لتجنّب الرطوبة والحيوانات

موقع الرّحى من الحوش أو هو "المهراس" مطماطة

عموما اتخذت الأفنية الداخلية مكانة مرموقة بين عناصر ووحدات الدار "العربي" – إن لم تكن أهمها – "فالخروج إلى الطبيعة من الفراغات الداخلية، أو التمتع بها بصرياً من الداخل يحقق متعة التناقض بين المقفل والمكشوف، وبين الموجب والسالب، تفتح عليها قاعات المعيشة وباقي غرف المسكن، ومن هنا أخذت الأفنية الداخلية أهميتها"35، وذلك "ليشبع احتياجه للطبيعة والقرب منها، فكلما التصق الإنسان بالطبيعة واقترب منها كلما استقر نفسيا وبالعكس كلما ابتعد عنها انتابه التوتر والانزعاج"36. فالعمارة السكنية هنا "قد اكتسبت قيماً فلسفية أعطتها جذوراً ذات أصالة بعيدة عن مفهوم غربة الإنسان عن نفسه، فمفهوم غِنَى النفس ينعكس في بساطة المظهر المعماري من الخارج يقابله غنى الداخل، حيث الفناء الداخلي جزء من الطبيعة المكثفة بصوتها وضوئها كأغنى ما يكون التنوع".37

تجفيف العولة38 نابل

هنا تلتقي الشمس والظل والهواء والسماء " فالفناء في البيت العربي يشكّل اتصالا بالسماء، واتصالا آخر بالأرض، فالبيت العربي، يبدو انطوائيا لأنه يطلّ إلى الداخل، ولكنه في الحقيقة انبساطي لأنه يستحضر الخارج".39

عندما تُفتح نوافذ السماء... سكن حفري بمطماطة.

ثانياً : الفناء المكشوف : الضيق المتسع

وعلى اعتبار أن الفناء في علاقة مباشرة بالسكن ككتلة، فإنه عادة يكون المركز الذي يربط كافة أجزاء البناء وهذا يتوافق تماما مع الطبيعة الاجتماعية المنوطة به. ولأنه في الداخل فإنه مركز الثقل في هذه العمارة وهو بذلك يحقق مطلب الخصوصية. كما أنه أيضا يقلل من المسطحات الضخمة لمساحات البناء ويعطيها متنفسا فراغي. كما أن الفناء يربط البناء بالبيئة الخارجية ويُوجِد نوعا من التواصل البصري والفيزيائي معها. لهذه الأسباب مجتمعة ولترابطها وتكاملها كان ويبقى الفناء دوما عنصرا مركزيا لعمائرنا التقليدية

أبواب عديدة ومتنفس واحد... المهدية

وبالرغم من الاختلافات الظاهرة في شكل الفناء وحجمه من بناء لآخر إلا أن الفناء يقوم بأدوار متشابهة في هذه العمائر المختلفة وظيفيا فهو مكان الالتقاء والتجمع وبذلك يعزز من صفته الاجتماعية إنه متنفس البيت وأهله وستر الناس وحصنهم وهو نقطة الالتقاء وممر العبور إن في عزل الفضاء الداخلي عن الخارج وتمييزه بطريقة معينة تعطي كل منهما سمة خاصة به وهذا العزل يتضمن مفهوم الحماية والخصوصية إن للداخل فضاء إيجابي منعزل عن الشكل الخارجي فهو ليس فضاء فارغا كما أنه لا يشكل خلفية للأشكال الخارجية بل ملئ بالمعاني والدوافع الخاصة به إنه المساحة المتسعة للحكي والقول بالسرد الحكائي الذي ينحت علامات الزمان والمكان في آن وكأننا بصوره هذا الفناء تنبض لخفقان الماضي فيها أغمض عينيك وأرهف سمعك باتجاه ساحة الفناء ستحضر مراسم إعداد العولة وحلويات العيد وستسمع أهازيج العرس والحضرة العيساوية والزغاريد التي تملأ الأرجاء احتفالا بعقد قران البنت الكبرى وختان ڨريّد العش هنا حركات لا تنضب على امتداد اليوم يكون فيها الفناء حاويا لخطوات أهل الدار على أرضه تغزل خيوط الصوف لتنسج الحكايا ويقطر ماء الزهر والعطرشاء لنتنسم عطور الماضي القريب تدور الرحى لتحرك عجلة الزمن ودورة الحياة معها

أعمال فنية تحكي شيئا من سيرة المكان43 ... عزّ الدين براري44

شغلت العلاقة بين الإنسان والمسكن كأحد أشكال البيئة المبنية للعديد من الباحثين والمفكرين في محاولة تفسير الشكل الذي تكون عليه هذه العلاقة والكشف عن طبيعة التأثير المتبادل فالعلاقات المعنوية بين الأشياء الجامدة وتأثيرها في كافة الأفعال والأحوال الإنسانية تفسح المجال لإدراك المكان ليس فقط بصفة النظرة المادية المجردة وإنما أيضا كامتداد للأحوال الإنسانية التي تجعل من هذا الفراغ المجرد الثابت مكانا ذا طبيعة متلوّنة متحوّلة

لعلّ التفاعل بين الانسان والمكان يعني القدرة على أنسنة الفضاء الذي يحتويه بكل ما يتضمنه من معان ودلالات فدلالة التشكيل تعني دلالة فهم واستيعاب الحياة بما لها من متطلبات أساسية وحاجات إنسانية وتطلعات مستقبلية فالحيز المكاني لا يقتصر على الخصائص الفيزيائية وإنما يتعداها الى الهوية التي تمنح الإحساس بحيوية الحيز المكاني وتحقق المنفعة مع المحافظة على الخصوصية ويعبر المكان عن مكنوناته من حيث الشكل أو اختلاف الأشكال وتعدد القراءات إضافة إلى أنه يعد من الناحية الفيزيائية نسيجا من العلاقات المتشابكة والمختلفة باختلاف مكونات بيئة الإنسان الفكرية وبيئته الاجتماعية والعمرانية وهذه العلاقات المتشابكة تعتمد على مجموعة من العلاقات وأهمها الطبيعية العقائدية القيمية والثقافية وعلاقات اعتبارية أخرى يأخذ تشييد الفضاء السكني بُعدا غير محدد والفضاء في حد ذاته ليس هدفا كما الإنسان ليس مادة لشغل الفضاء بالمعنى الذي تشغل به المادة حيزا فراغيا في الطبيعة بل والواقع أنه بمجرد أن يشغل الإنسان أي فراغ سكني تتولد لديه علاقة شعورية يصعب تعريفها بسبب تعدد وتداخل الأبعاد والمتغيرات التي تحكمها إلا أنه وبفضلها يصير الفضاء قادرا على أن يوحى بمشاعر متنوعة كالحب أو الكراهية الخوف أو الأمان الدفء أو البرودة والانطلاق أو التقييد

اعتمادا على ما يقوله روسكين يجعلنا ننتبه إلى فكرة مفادها أن المباني ليست مجرد أشياء بصرية منقطعة الصلة بالمفاهيم التي نستطيع تحليلها ثم تقييمها المباني تتكلم وهي تتكلم في أمور قابلة لأن نفهمها تكون المباني ناطقة بالانفتاح أو الغطرسة بالترحاب أو بالتهديد بالاشتياق إلى المستقبل أو بالتعلق بالماضي إن ما تحدثنا به أعمال أو تصميمات معمارية هو ذلك النوع من الحياة التي نحسها فيها ومن حولها من غير أي عناء إنها تقدم إلينا دعوة إلى أن نكون هذا النوع من الناس أو ذاك إنها تحدّثنا برؤى للسعادة فالسكن تعلق وطمأنينة إنه ذلك الحيز الذي يمثلنا بامتياز والسكن التقليدي أبرز مثال حيث تعد السقيفة أو مجموع السقائف التي تلي المدخل الرئيسي صمّام الأمان لكتلة سكنية صمّاء ومبهمة من الخارج مفتوحة على الداخل بحضور الفناء المكشوف أيضا يعتبر وسط الدار النواة المركزية والرقعة التي منها تكون كل المنافذ نحو بقية المرافق

يتجاوز الفناء صفته المادية ووظيفته الأساسية إلى أخرى إنسانية فراغ حيوي ينبض بأوجه الحياة الأسرية والاجتماعية وحافظ لمتانة العلاقات بين الأشخاص فيما بينهم وحتى بين الساكن وذاته فقد أجرى غاستون باشلار في مؤلفه شعرية الفضاء تبويبا فينومينولوجيا للفضاء من خلال ربطه بالحميمية وعاد في ذلك إلى أفكار هنري برغسون حول مفهوم الوثبة الحيوية كمصدر للحقيقة في التصور الحديث عموما وتحديدا في التصور الفينومينولوجي يصبح الفضاء امتدادا لنا ولسنا امتدادا له لقد أثبت باشلار أن الفضاء يوجد فينا وعليه فإنه وفي مستوى الحيز الهندسي للفناء نكون أمام العلاقة الأفقية بيننا وبين الآخر وبيننا وبين ذواتنا لما يحمله المكان من طمأنينة وخصوصية

خاتمة

إن الدور الذي لعبه الفراغ الداخلي المفتوح للمسكن في الملاءمة بين أنماط البناء السكني والمتطلبات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية للإنسان أسّس لعلاقة حيوية ومتفاعلة بين الإنسان والطبيعة ضمن إطار المسكن والنسيج العمراني المشكل له وأكد على أهمية الفراغ المفتوح للمسكن كعنصر رئيسي ضمن التشكيل العمراني والمعماري للبناء السكني.


 

الهوامش

 

1.   « Les demeures de la mémoire », « Dwelling places of the memory »

2.   "في كتابه الأنتروبولوجيا البنيوية حاول ليفي- ستروس بناء نظرية رمزية في شغل الأماكن، تكون انعكاسا لبنية اجتماعية وذهنية معقولة جدا". ينظر: كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، ترجمة حسن قبيسي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء – المغرب، بيروت- لبنان، ط1، 1996، الفصل الثامن، الصفحة 149 – 180

3.   محمد وقيدي، فلسفة المعرفة عند جاستون باشلار: الإبستمولوجيا الباشلارية وفعاليتها الإجرائية وحدودها الفلسفية، بيروت مكتبة المعارف الطبعة الثانية 1984، ص 68.

4.   غادة الإمام، جاستون باشلار: جماليات الصورة، التنوير للطباعة والنشر بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 2010، ص 290.

5.   "وينبغي هنا أن نميز بين مستويين من المكان عند باشلار: معمارية المكان التي تعني الأبعاد الهندسية والجغرافية للمكان؛ إذ يتجلى المكان –في المقام الأول- بوصفه كيانا هندسيا واقعيا. بحيث يعدّ البعد الجغرافي للمكان ممثلا لأبعاده الموضوعية المميزة له. وشاعرية المكان التي تظهر وتجسد لنا المكان الأليف أو بيت الطفولة الذي يتسم بقيم الحماية والأمان والاحتواء، أي المكان الأليف". غادة الإمام، جاستون باشلار: جماليات الصورة، التنوير للطباعة والنشر بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 2010، ص 291.

6.   فيصل الأحمر، معجم السيميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الطبعة ص 124.

7.   خليل أحمد خليل، مفتاح العلوم الإنسانية، دار الطليعة، بيروت- لبنان،1989، ص 412.

8.   جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج2، دار الكتاب اللبناني، ومكتبة المدرسة، بيروت – لبنان، ص 412.

9.   غادة الإمام، جاستون باشلار: جماليات الصورة، التنوير للطباعة والنشر بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 2010، ص 292.

10.جمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي، مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار، الثالثة، ١٣٨٧ هـ - ١٩٦٧م، فريق رابطة النساخ برعاية (مركز النخب العلمية)، الجزء 1، الصفحة 606.

11.الخليل ابن أحمد الفراهيدي، معجم "العين" الجزء الأول، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العالمية، بيروت- لبنان، 1999.

12.محمد رواس قلعجي - حامد صادق قنيبي، معجم لغة الفقهاء، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة الثانية، 1408 هـ - 1988 م.

13.https://www.almaany.com/ar/dict/ar-en/%D8%B9%D8%B1%D8%B5%D8%A9/

14.يطلق عليه كذلك جبّة الدار، ومثلها البُدحَةُ، والثّنْآءُ، والجناب، والذّارا، والرّحبة، والصّرْحةُ، والطّوْرُ، والعِرافُ، والقرْعاءُ، والمِخنّةُ.

15.Berardi, Roberto, Espace et ville en pays d’Islam, in L’Espace social de la ville arabe, Sous la direction  Dominique Chevalier, Paris G.-P. Maison neuve et Larousse, 1979, p.108.

16.Marmy Jaque, rationalisme tradition, MARDAGA, Tunisie, 1947, page 65.

17.د. ثروت عُكاشة، القيم الجماليّة في العمارة الاسلاميّة، مجموعة تاريخ الفن "العين تسمع والأذن ترى"، دار الشروق بيروت، الصفحة 92

18.Petonnet, Colette « Espace, distance et dimension dans une société musulmane », Revue l’Homme (Revue Française d’anthropologie), Avril / Juin 1972, Tome XII, p.53.

19.غاسبري ميسانا. المعمار الإسلامي في ليبيا. ت/على الصــادق حسنيـن. بيروت، دار الجيل / طرابلس دار الرواد, 1998، الصفحة 107-108.

20.M: Bencherif M, Chaouche S, 2013. La maison urbaine a patio, réponse architecturale aux contraintes climatiques du milieu aride chaud. Sècheresse 24 : 203-13. doi : 10.1684/sec.2013.0390, page 208.

21."يقصد بالواحة مجال أخضر في بيئة قاحلة، تتميز بمناخ محلي وتتوفر على إمكانيات الريّ مما يجعلها قابلة للزراعة واستقرار السكان.

التعريف الجغرافي: الواحة مجال أخضر وسط مجال قاحل.

التعريف الاقتصادي: الواحة مجال يتميز بكثافة وتنوع الأنشطة.

التعريف السكاني: الواحة مجال تتمركز فيه الكثافات السكانية العالية.

التعريف المناخي: الواحة مجال أكثر رطوبة ولطافة من المجالات المجاورة".

http://akkano.forumotion.com/t1317-topic

22.ولدت بجمنة في العشرية الثانية من القرن الماضي، توفية سنة 2000. أصيلة قرية جمنة (نفزاوة).

23.عبد الرّحمان أيّوب، مؤتمر الآثار في الوطن العربي، تونس، 1987، الصفحة 6.

24.الأخضر نصيري، "هندسة المعمار في مدينة توزر بين الثبات والتّحوّل"، الثقافة الشّعبيّة CULTURE POPULAIRE، فصليّة علميّة متخصصة، العدد 18، المنظمة الدولية للفن الشعبي، الصفحة 158.

25. « laTàgua est un ouverture qui fait au maximum 15 cm de largeur et 60 cm de hauteur ; elle conçue pour introduire une quantité donne de lumière, mais aussi pour permettre et accélérer l’aération ; il s’agit à travers cette ouverture de laisser passer suffisamment d’air pour que les dattes suspendues en régimes à l’intérieur des chambres puissent sécher sans grand risque. C’est pour cette même raison que les « tiàg » (pluriel de taga) sont placées assez haut : à 3m du sol », Abdellatif Mrabet, l’art de bâtir au Jérid : étude d’une architecture vernaculaire du sud tunisien, contraste éditions, tunisie 2004, page 50.

26.الأخضر نصيري، هندسة المعمار في مدينة «توزر» بين الثبات والتحول: دراسة أنتربولوجية– سوسيولوجية، مجلة الثقافة الشعبية، العدد 18.

27.Samir Abdulac, LES MAISONS À PATIO Continuités historiques, adaptations bioclimatiques et morphologies urbaines, ICOMOS, Paris 2011, Thème 2 session 1, page 283.

28."الحوش" هو المحلّ الواسع ويقصد به الساحة او الفناء، كما هو كذلك على فناء الدار. وفي موسوعة العمارة الاسلامية تعني لفظة "حوش" و "الأحواش" مجموعة المنازل التي تقطنها عائلات من أصل واحد. كما هو الحاصل في المدينة المنورة حيث يقسم النسيج العمراني الى وحدات صغيرة تضم مجموعة من المساكن تحيط بفناء كبير تدعى "أحواش" وربما يقابل مفهوم " الأحواش" الموجود في المدينة المنورة "الفريج" في المدينة الخليجية والذي يدل على الحارة التي تضم مجموعة من الاسر من أصل واحد ويسمى الفريج. يشير "الحوش" في العمارة التقليدية للفراغات السماوية داخل المنزل.

29.إبراهيم عبد القادر المازني: شاعرٌ وروائيٌّ وناقدٌ وكاتبٌ مصريٌّ مِن رُوَّادِ النهضةِ الأدبيةِ العربيةِ في العصرِ الحديث. وُلدَ «إبراهيم محمد عبد القادر المازني» في القاهرةِ عامَ 1890، وقد رحلَ المازنيُّ عن عالَمِنا في شهرِ أغسطس من عامِ 1949. من مقدمة كتابه "صندوق الدنيا" الصادر سنة 1929، الصفحة 10.

30.Rapoport A., Pour une anthropologie de la maison, traduit par A. M. Meistersheim et M. Schlumberger, Bordas, Paris, 1972, page 149.

31.باسم حسن هاشم الماجدي وتقى محمود حميد، دور الفناء الداخلي في تنظيم وظيفة وتشكيل العمارة، مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية، كلية الهندسة جامعة بغداد، العدد 27 الصادرة سنة 2020، الصفحة 135.

32. « À la région de Djérid le patio est appelé houch », Borg André, l’habitation à Tozeur, dans le cahier des arts et Techniques d’Afrique du nord, n°5, 1959, page 93.

33.Berardi, Roberto, Espace et ville en pays d’Islam, in L’Espace social de la ville arabe, Sous la direction de Dominique Chevalier, Paris G.-P. Maisonneuve et Larose, 1979, p.108.

34.Retonnet, Colette, Espace, distance et dimension dans une société musulmane, Revue l’Homme (Revue Française d’anthropologie), Avril / Juin 1972, Tome XII, p.54.

35.علي رأفت، ثلاثية الإبداع المعماري الجزء الأول، القاهرة، مركز أبحاث انتركونسلت،1997، الصفحة 139.

36.المرجع السابــق، الصفحة 138 .

37.محي الـدين سلقـيـني، العمارة البيئيـة، بيـروت، دار قابـس للنشـر والتوزيع، الصفحة 207.

38.العولة عادة موسمية أوجدها الإنسان لحفظ المواد الغذائية والاستفادة منها على مدار العام وتأمين القوت ودرء خطر الجوع والفاقة. فهي ضرورة اقتصادية واجتماعية في آن.

39.https://alrai.com/article/74110/الرأي الثقافي/حسن-فتحي-معماري-الفقراء-الذي-أهدى-العالم- بيوتا-من-طين-وإحساس

40.آمال برواق، سيميولوجيا الفضاء ودلالة التمثلات المعمارية دراسة تحليلية سيميولوجية لحي العربي بن مهيدي –قسنطينة-، مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص سيميولوجيا الاتصال، كلية العلوم السياسية والاعلام، جامعة الجزائر 3، الصفحة 59. 

41.الطقوس العيساوية تعتمد على الجدبة كمكون اساسي وهي تشبه الشطحات الصوفية ويتم فيها المنادات على الاولياء وشيوخ الطائفة المتوفين وفي اغلب الاحيان تكون اغماءات من طرف النساء.

42.أصغر أفراد العائلة.

43.http://cultpatr.blogspot.com/2021/10/scenes-de-vie-traditionnelle-tunisienne.html

44.عز الدين براري مواليد 30-10-1949 في تونس رسام عصامي عضو نقابة الفنانين التونسيين 2005-2012

45.سامر عكاش، تنظيم العمارة وتجربة الحياة اليومية، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت، العدد247، 1999، الصفحة 106 .

46.الأَنْسَنة هي مصدر أَنسنَ، ويقال إنها «لفظٌ اشتُقَّ من الإنسان، وهي نزعةٌ فلسفية أخلاقية تُركّزُ على قيمة الإنسان وكفاءَته»، ويرى عدد من الباحثين أن «فريديريك نيثهامر» هو أول من أعاد تقديم مصطلح «الأَنْسَنة» في الفكر الأوروبي الحديث لأول مرّة سنة 1808م، وتركزت حينها على تناول البعد الفلسفي البحت الذي يركز على إدراك الإنسان للثقافة المحيطة به، بينما تناولها المتخصصون في العمران في وقت لاحق على أنها تعبير عن تعزيز البعد الإنساني في المكان بما يجعل الحياة فيه أكثر جاذبية ورعاية وملائمة.

47.عبد الله العابد، تدمير البعد الإنساني في التصميم العمراني.. مسؤولية من؟، مقال بمجلة رسالة الجامعة، العدد 1287.

48.نظير أبو عبيد، المشهد المكاني كمفهوم سلوكي بيئي في تحليل التواصل ما بين العمارة والمجتمع، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت، العدد248، 1999، الصفحة 132 .

49.العربي بوحسون (جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان)، علي بوزيد (أق اخموك - بتمنراست)، "الساكن والفضاء السكني في ظل البيئة العمرانية الجديدة، دراسة ميدانية بحي "أحمد دراية بمدينة أدرار "، مجلة الحوار الفكري عن مخبر الدراسات الافريقية للعلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية، جامعة أحمد دراية أدرار، العدد 11 المنشور بتاريخ 30-06-2016، الصفحة 112-113.

50.جون رَسكِن  1819John Ruskin- 1900 هو كاتب وناقد فني ومصلح اجتماعي إنگليزي صاحب خبرة طويلة في إظهار ونشر الفن القوطي، وتوطيد دعائم الحس الفني في العصر الڤكتوري.

51.آلان دوبوتون، عمارة السّعادة، دار التنوير للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 2021، ص 84.

ALAIN de Botton, the architecture of happiness

52.رضا أبو جاد جوّادي، ثنائية الفراغ والاحتشاد في التشكيل العربي فلسفتها وقضاياها، دائرة الثقافة- إدارة الشؤون الثقافية، الامارات العربية المتحدة، حكومة الشارقة 2019، الصفحة 66-67.

 

المصادر والمراجع

المعاجم

(1)   الخليل ابن أحمد الفراهيدي، معجم "العين" الجزء الأول، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العالمية، بيروت- لبنان، 1999.

(2)   جمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي، مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار، الثالثة، ١٣٨٧ هـ - ١٩٦٧م، فريق رابطة النساخ برعاية (مركز النخب العلمية)، الجزء 1.

(3)   جميل صليبا، المعجم الفلسفي، ج2، دار الكتاب اللبناني، ومكتبة المدرسة، بيروت – لبنان.

(4)   فيصل الأحمر، معجم السيميائيات، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الطبعة 2.

(5)   محمد رواس قلعجي - حامد صادق قنيبي، معجم لغة الفقهاء، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة الثانية، 1408 هـ - 1988 م.

أولًا: الكتب

أ- العربية

(1)   آلان دوبوتون، عمارة السّعادة، دار التنوير للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 2021.

(2)   ثروت عُكاشة، القيم الجماليّة في العمارة الاسلاميّة، مجموعة تاريخ الفن "العين تسمع والأذن ترى"، دار الشروق بيروت.

(3)   خليل أحمد خليل، مفتاح العلوم الإنسانية، دار الطليعة، بيروت- لبنان،1989.

(4)   رضا أبو جاد جوّادي، ثنائية الفراغ والاحتشاد في التشكيل العربي فلسفتها وقضاياها، دائرة الثقافة- إدارة الشؤون الثقافية، الامارات العربية المتحدة، حكومة الشارقة 2019.

(5)   على رأفت، ثلاثية الإبداع المعماري الجزء الأول، القاهرة، مركز أبحاث انتركونسلت،1997.

(6)   غادة الإمام، جاستون باشلار: جماليات الصورة، التنوير للطباعة والنشر بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 2010.

(7)    غاسبري ميسانا. المعمار الإسلامي في ليبيا. ت/على الصــادق حسنيـن. بيروت، دار الجيل / طرابلس دار الرواد, 1998.

(8)    كلود ليفي ستروس، الإناسة البنيانية، ترجمة حسن قبيسي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء – المغرب، بيروت- لبنان، ط1، 1996

(9)   محي الـدين سلقـيـني، العمارة البيئيـة، بيـروت، دار قابـس للنشـر والتوزيع.

(10)                  محمد وقيدي، فلسفة المعرفة عند جاستون باشلار: الإبستمولوجيا الباشلارية وفعاليتها الإجرائية وحدودها الفلسفية، بيروت مكتبة المعارف الطبعة الثانية.

ثانياً : الاجنبية

(1)     Abdellatif Mrabet, l’art de bâtir au Jérid : étude d’une architecture vernaculaire du sud tunisien, contraste éditions, tunisie 2004.

(2)     Berardi, Roberto, Espace et ville en pays d’Islam, in L’Espace social de la ville arabe, Sous la direction de Dominique Chevalier, Paris G.-P. Maison neuve et Larousse, 1979.

(3)     Marmy Jaque, rationalisme tradition, MARDAGA, Tunisie, 1947.

(4)     Rapoport A., Pour une anthropologie de la maison, traduit par A. M. Meistersheim et M. Schlumberger, Bordas, Paris, 1972.

ثانيًا: الدوريات

اولاً : العربية

(1)   الأخضر نصيري، هندسة المعمار في مدينة «توزر» بين الثبات والتحول: دراسة أنتربولوجية– سوسيولوجية، مجلة الثقافة الشعبية، العدد 18. 

(2)   العربي بوحسون (جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان)، علي بوزيد (أق اخموك - بتمنراست)، "الساكن والفضاء السكني في ظل البيئة العمرانية الجديدة، دراسة ميدانية بحي "أحمد دراية بمدينة أدرار "، مجلة الحوار الفكري عن مخبر الدراسات الافريقية للعلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية، جامعة أحمد دراية أدرار، العدد 11 المنشور بتاريخ 30-06-2016.

(3)   باسم حسن هاشم الماجدي وتقى محمود حميد، دور الفناء الداخلي في تنظيم وظيفة وتشكيل العمارة، مجلة اتحاد الجامعات العربية للدراسات والبحوث الهندسية، كلية الهندسة جامعة بغداد، العدد 27 الصادرة سنة 135.

(4)   سامر عكاش، تنظيم العمارة وتجربة الحياة اليومية، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت، العدد247، 1999.

(5)   عبد الله العابد، تدمير البعد الإنساني في التصميم العمراني.. مسؤولية من؟، مقال بمجلة رسالة الجامعة، العدد 1287.

(6)   نظير أبو عبيد، المشهد المكاني كمفهوم سلوكي بيئي في تحليل التواصل ما بين العمارة والمجتمع، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت، العدد248، 1999.

ثانياً : الاجنبية

(1)     Borg André, « À la région de Djérid le patio est appelé houch », l’habitation à Tozeur, dans le cahier des arts et Techniques d’Afrique du nord, n°5, 1959.

(2)     M: Bencherif M, Chaouche S, 2013. La maison urbaine a patio, réponse architecturale aux contraintes climatiques du milieu aride chaud. Sècheresse 24 : 203-13. doi : 10.1684/sec.2013.0390.

(3)     Petonnet, Colette « Espace, distance et dimension dans une société musulmane », Revue l’Homme (Revue Française d’anthropologie), Avril / Juin 1972, Tome XII.

(4)     Retonnet, Colette, Espace, distance et dimension dans une société musulmane, Revue l’Homme (Revue Française d’anthropologie), Avril / Juin 1972, Tome XII.

(5)     Samir Abdulac, LES MAISONS À PATIO Continuités historiques, adaptations bioclimatiques et morphologies urbaines, ICOMOS, Paris 2011, Thème 2 session 1

(6)      

ثالثا: الأطـــاريح

(1)   آمال برواق، سيميولوجيا الفضاء ودلالة التمثلات المعمارية دراسة تحليلية سيميولوجية لحي العربي بن مهيدي –قسنطينة-، مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص سيميولوجيا الاتصال، كلية العلوم السياسية والاعلام، جامعة الجزائر 3. 

الويبُوغرافيا

https://www.almaany.com/ar/dict/ar-en/%D8%B9%D8%B1%D8%B5%D8%A9

http://akkano.forumotion.com/t1317-topic

https://alrai.com/article/74110/الرأي الثقافي/حسن-فتحي-معماري-الفقراء-الذي-أهدى-العالم- بيوتا-من-طين-وإحساس

http://cultpatr.blogspot.com/2021/10/scenes-de-vie-traditionnelle-tunisienne.html