الحوشْ العَرْبٍي: بين سكون الكتلة وحركية الفراغات
"الحوشْ العَرْبٍي" بين سكون الكتلة وحركية الفراغات
في حضور الفناء الداخلي، نناظر الماضي في أكثر من موضع. ففي الفضاء المتاح وما يتوزّع إليه بين الجدران نشاهد عن قرب توازن الأبعاد هندسيا وتفوّق الصانع مهنيا واعتدال الساكن نفسيا وحكمة المرأة فكريا. زيارتنا، علّها رحلة التقصّي عن ماهية هذا الحيز المحدود مساحة والممتدّ دلائل بأسلوب استقرائي تحليلي في مرحلة أولى لنكون مع التأويل كمرحلة تالية.
يُعدّ عملنا البحثي الموسوم بـ: "الحوشْ العَرْبٍي" بين سكون الكتلة وحركية الفراغات... قراءة لأمثلة من أفنية داخلية (المساكن التقليدية التونسية أنموذجا)، فسحة للتعاطي بطرح أجدّ لفضاء داخلي مخصوص انطلاقا من المحدّدات البصرية للفراغ مثل التجانس والوحدة والتلاؤم واستخلاص الروابط الخفية بين عوالم الفراغ والتجريد والمدلول، والذي اعتبره غاستون باشلار في المقام الأول "كيان هندسي مرئي وملموس بشكل واقعي ومصنوع من قوالب صلبة تُكوّن هيكل مُتماسك. كما تسيطر عليه الخطوط المستقيمة، أما الخطوط العمودية فتمنحه النظام والتوازن". مع هذا، يُعدّ المسكن أكثر من مجرّد كيان هندسي، "إنه بالأحرى روح إنسانية" حسب ما أفاد به باشلار. ينفتح السّكن بمفهومه المادي على مستوعب أعمق من المدلولات الحسية في تجاوز مشروط لأبعاد السكن الموضوعية إلى أبعاد تواصلية ودلالية.
Read More